الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 939 ) فصل : فأما النفخ في الصلاة ، فإن انتظم حرفين أفسد صلاته ; لأنه كلام وإلا فلا يفسدها . وقد قال أحمد النفخ عندي بمنزلة الكلام وقال أيضا : قد فسدت صلاته ; لحديث ابن عباس " من نفخ في الصلاة فقد تكلم " وروي عن أبي هريرة أيضا ، وسعيد بن جبير . وقال ابن المنذر : لا يثبت عن ابن عباس ، ولا أبي هريرة رضي الله عنهما وروي عن أحمد أنه قال : أكرهه ، ولا أقول يقطع الصلاة ، ليس هو كلاما وروي ذلك عن ابن مسعود ، وابن عباس ، وابن سيرين ، والنخعي ، ويحيى بن أبي كثير ، وإسحاق .

                                                                                                                                            قال القاضي : الموضع الذي قال أحمد يقطع الصلاة إذا انتظم حرفين ; لأنه جعله كلاما ولا يكون كلاما بأقل من حرفين ، والموضع الذي قال : لا يقطع الصلاة إذا لم ينتظم منه حرفان ; وقال أبو حنيفة إن سمع فهو بمنزلة الكلام وإلا فلا يضر والصحيح أنه لا يقطع الصلاة ما لم ينتظم منه حرفان ; لما روى عبد الله قال : { انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث إلى أن قال : ثم نفخ في سجوده ، فقال : أف أف } رواه أبو داود . وأما قول أبي حنيفة ، فإن أراد ما لا يسمعه الإنسان من نفسه ، فليس ذلك بنفخ وإنما أراد ما لا يسمعه غيره فلا يصح ; لأن ما أبطل الصلاة إظهاره أبطلها إسراره ، وما لا فلا ، كالكلام

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية