الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4660 [ ص: 539 ] 2 - باب: قوله: وما خلق الذكر والأنثى [ الليل: 3]

                                                                                                                                                                                                                              4944 - حدثنا عمر، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا. قال: فأيكم يحفظ؟ وأشاروا إلى علقمة. قال: كيف سمعته يقرأ والليل إذا يغشى [ الليل: 1]. قال علقمة: ( والذكر والأنثى ) [ الليل: 3]. قال: أشهد أني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ وما خلق الذكر والأنثى [ الليل: 3] والله لا أتابعهم. [ انظر:3287 - فتح: 8 \ 707]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساقه أيضا وزاد أن أصحاب عبد الله قدموا على أبي الدرداء فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله ؟ قالوا: كلنا. قال: فأيكم يحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة . فذكره وهؤلاء يريدوني أن أقرأ وما خلق الذكر والأنثى [ الليل: 3] والله لا أتابعهم.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: وهي قراءة علي وابن عباس أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              ( والذكر ) بالخفض قال المازري: يجب أن تعتقد في هذا وما في معناه النسخ، ولعله وقع من بعضهم قبل أن يبلغ مصحف عثمان المجمع عليه المحذوف منه كل منسوخ، فأما بعد ظهوره فلا مخالف.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: ويؤيده أن ذلك لم يذكره ابن أبي داود في "المصاحف" ولا ابن أشته، ولعله لم يبلغ أبا الدرداء فغيره، وقد خالفه الجماعة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 540 ] وقوله: ( أيكم أحفظ؟ ) فأشاروا إلى علقمة . وهو أجل أصحابه، وأحفظهم على الأكثر، وكان من أصحابه أيضا الأسود وعبيدة والحارث وأبو ميسرة وشريح أدركوا الجاهلية، وأسلم بعضهم في حياته - عليه السلام -، ولم يروه، وصحبوا عليا أيضا، نعم صحبتهم لعبد الله أكثر، وقالت عائشة: أجل أصحابه الأسود بن يزيد وقيل: أبو ميسرة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية