الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ؛ و " الصراط " : الدين؛ " الذي دلني على الدين الذي هو دين الحق " ؛ ثم فسر ذلك فقال : دينا قيما ؛ و " القيم " ؛ هو المستقيم؛ وقرئت : " دينا قيما " ؛ و " قيم " ؛ مصدر؛ كـ " الصغر " ؛ و " الكبر " ؛ إلا أنه لم يقل : " قوم " ؛ مثل قوله : لا يبغون عنها حولا ؛ لأن قولك : " قام قيما " ؛ [ ص: 311 ] كأنه على " قوم " ؛ أو " قوم " ؛ فلما اعتل فصار " قام " ؛ اعتل " قيم " ؛ فأما " حول " ؛ فهو على أنه جار على غير فعل؛ وأما نصب دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ؛ فمحمول على المعنى؛ لأنه لما قال : هداني ربي إلى صراط مستقيم ؛ دل على " عرفني دينا قيما " ؛ ويجوز أن يكون على البدل من معنى " هداني إلى صراط مستقيم " ؛ المعنى : " هداني صراطا مستقيما؛ دينا قيما " ؛ كما قال - جل وعز - : ويهديك صراطا مستقيما ؛ و " ملة إبراهيم " ؛ بدل من " دينا قيما " ؛ و " حنيفا " ؛ منصوب على الحال من " إبراهيم " ؛ المعنى : " هداني وعرفني ملة إبراهيم في حال حنيفيته " ؛ وهو ههنا لإبراهيم حسن منه لغيره؛ وما كان من المشركين ؛ وقد فسرنا معنى " الحنيفية " ؛ وأنها الميل إلى الإسلام ميلا لا رجوع معه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية