الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4677 [ ص: 572 ] [3 - باب]

                                                                                                                                                                                                                              4961 - حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي، حدثنا روح، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -قال لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرئك القرآن". قال: آلله سماني لك! قال: " نعم". قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: " نعم". فذرفت عيناه. [ انظر:3809 - مسلم:799 - فتح: 8 \ 726]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هي مدنية، وقال ابن عباس وغيره: مكية.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( منفكين : زائلين ) أي: عن كفرهم وشركهم.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( القائمة ) قال أبو عبيد : عادلة أي على دين الجماعة. القيمة: العادلة.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( أضاف الدين إلى المؤنث ) أي لأنه راجع إلى الملة والشريعة وقيل: الهاء فيه للمبالغة، وزعم الكوفيون أن القيمة هي الدين، ومجاز الآية وذلك دين القائمين لله بالتوحيد.

                                                                                                                                                                                                                              ساق حديث أنس - رضي الله عنه - فى قراءته - عليه السلام - على أبي من طرق عن قتادة عنه، وقد سلف في المناقب، في مناقبه الطريق الأول منها وساق بعضها هنا عن أحمد بن أبي داود أبي جعفر المنادي، وصوابه محمد بدل أحمد ، كما ساقه أبو نعيم وابن عساكر وغيرهما.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن طاهر: روى عند البخاري هنا حديثا واحدا، وأهل بغداد يعرفونه محمد، وهذا الحديث مشهور من رواية محمد بن عبيد الله بن [ ص: 573 ] أبي داود المنادي، ولما ذكر الحديث من رواية محمد هذا في "تاريخه" قال: رواه البخاري عن ابن المنادي إلا أنه سماه أحمد ، وسمعت هبة الله الطبري يقول: قيل: إنه اشتبه على البخاري فجعل محمدا أحمد وقيل: هما أخوان. وهو باطل ليس لأبي جعفر أخ فيما نعلم، أو لعل البخاري يرى أن محمدا وأحمد شيء واحد.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق عن الإسماعيلي أن عبد الله بن ناجية يملي علينا فيقول: حدثنا أحمد بن الوليد البري، فقيل له: إنما هو محمد، فقال: محمد وأحمد واحد. وقال الحاكم أبو عبد الله : يقال له: محمد بن عبيد الله . وكذا سماه أبو حاتم ، وساق الجياني حديثا من رواية محمد عن روح في إسلام بلال .

                                                                                                                                                                                                                              ووجه قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي ليلقاها من فيه تلقينا.

                                                                                                                                                                                                                              وفي "مستدرك الحاكم " وقال: صحيح الإسناد من حديث زر بن حبيش عن أبي أنه - عليه السلام - قرأ عليه لم يكن وقرأ فيها "إن ذات الدين عند الله الحنيفية لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يعمل خيرا فلن يكفره".

                                                                                                                                                                                                                              ولأحمد من حديث علي بن زيد ، عن عمار بن أبي عمار عن أبي حبة البدري لما نزلت: لم يكن قال جبريل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يأمرك أن تقرئها أبيا" فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله أمرني أن أقرئك هذه السورة". قيل: قال: يا رسول الله وقد ذكرت ثمة؟ قال: "نعم"، [ ص: 574 ] ثم هذا الحديث ذكره البخاري بلفظين: أحدهما: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن ثانيهما: "أن أقرأ عليك القرآن" وفي ثالث: "أن أقرئك القرآن" قيل: معناه أقرأ عليك كما في الثانية، وبكاء أبي استحقارا لنفسه تعجبا وخشية، وهذا شأن الصالحين إذا فرحوا بشيء خلطوه بالخشية، وقد قيل: الفرح والسرور دمعته باردة ولذلك يقال: أقر الله عينك، وقوله: ( فذرفت عيناه ) أي: الدمع بفتح الراء.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية