الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

      التالي السابق


      ش قوله : ( قد سمع الله . . ) إلخ ؛ هذه الآيات ساقها المؤلف لإثبات صفات السمع والبصر والرؤية .

      أما السمع ؛ فقد عبرت عنه الآيات بكل صيغ الاشتقاق ، وهي : سمع ، ويسمع ، وسميع ، ونسمع ، وأسمع ، فهو صفة حقيقية لله ، يدرك بها الأصوات ؛ كما قدمنا .

      وأما البصر ؛ فهو الصفة التي يدرك بها الأشخاص والألوان ، والرؤية لازمة له ، وقد جاء في حديث أبي موسى : يا أيها الناس ! أربعوا على أنفسكم ؛ إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، ولكن تدعون سميعا بصيرا ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته .

      [ ص: 154 ] وكل من السمع والبصر صفة كمال ، وقد عاب الله على المشركين عبادتهم ما لا يسمع ولا يبصر .

      وقد نزلت الأولى في شأن خولة بنت ثعلبة حين ظاهر منها زوجها ، فجاءت تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحاوره ، وهو يقول لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه .

      أخرج البخاري في ( صحيحه ) عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ؛ قالت : ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ؛ لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول ، فأنزل الله عز وجل : قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها . . الآيات ) .

      وأما الآية الثانية ؛ فقد نزلت في فنحاص اليهودي الخبيث ، حين قال لأبي بكر رضي الله عنه لما دعاه إلى الإسلام : والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة من فقر ، وإنه إلينا لفقير ، ولو كان غنيا ما استقرضنا ! [ ص: 155 ] وأما الآية الثالثة ؛ فـ ( أم ) بمعنى ( بل ) ، والهمزة للاستفهام ، فهي ( أم ) المنقطعة ، والاستفهام إنكاري يتضمن معنى التوبيخ ، والمعنى : بل أيظن هؤلاء في تخفيهم واستتارهم أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ؛ بلى نسمع ذلك ، وحفظتنا لديهم يكتبون ما يقولون وما يفعلون .

      وأما الآية الرابعة ؛ فهي خطاب من الله عز وجل لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام حين شكوا إلى الله خوفهما من بطش فرعون بهما ، فقال لهما : لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى وأما الآية الخامسة ؛ فقد نزلت في شأن أبي جهل لعنه الله حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند البيت ، فنزل قوله تعالى : أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى . . إلخ السورة .




      الخدمات العلمية