الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تبن ]

                                                          تبن : التبن : عصيفة الزرع من البر ونحوه معروف ، واحدته تبنة ، والتبن : لغة فيه . والتبن ، بالفتح : مصدر تبن الدابة يتبنها تبنا علفها التبن . ورجل تبان : يبيع التبن ، وإن جعلته فعلان من التب لم تصرفه . والتبن ، بكسر التاء وسكون الباء : أعظم الأقداح يكاد يروي العشرين ، وقيل : هو الغليظ الذي لم يتنوق في صنعته . قال ابن بري وغيره : ترتيب الأقداح الغمر ، ثم القعب يروي الرجل ، ثم القدح يروي الرجلين ، ثم العس يروي الثلاثة والأربعة ، ثم الرفد ، ثم الصحن مقارب التبن . قال ابن بري : وذكر حمزة الأصفهاني بعد الصحن ثم المعلق ، ثم العلبة ، ثم الجنبة ، ثم الحوأبة ; قال : وهي أنكرها ; قال : ونسب هذه الفروق إلى الأصمعي . وفي حديث عمرو بن معديكرب : أشرب التبن من اللبن . والتبانة : الطبانة والفطنة والذكاء . وتبن له تبنا وتبانة وتبانية : طبن ، وقيل : التبانة في الشر [ ص: 214 ] والطبانة في الخير . وفي حديث سالم بن عبد الله قال : كنا نقول في الحامل المتوفى عنها زوجها : إنه ينفق عليها من جميع المال حتى تبنتم ما تبنتم ، قال عبد الله : أراها خلطتم ، وقال أبو عبيدة : هو من التبانة والطبانة ، ومعناهما شدة الفطنة ودقة النظر ، ومعنى قول سالم تبنتم أي : أدققتم النظر فقلتم : إنه ينفق عليها من نصيبها . وقال الليث : طبن له ، بالطاء ، في الشر ، وتبن له في الخير ، فجعل الطبانة في الخديعة والاغتيال ، والتبانة في الخير ، قال أبو منصور : هما عند الأئمة واحد ، والعرب تبدل الطاء تاء لقرب مخرجهما ، قالوا : مت ومط إذا مد ، وطر وتر إذا سقط ، ومثله كثير في الكلام . وقال ابن شميل : التبن إنما هو اللؤم والدقة ، والطبن العلم بالأمور والدهاء والفطنة ، قال أبو منصور : وهذا ضد الأول . وروي عن الهوازني أنه قال : اللهم اشغل عنا أتبان الشعراء ; قال : وهو فطنتهم لما لا يفطن له . الجوهري : وتبن الرجل ، بالكسر ، يتبن تبنا ، بالتحريك ، أي : صار فطنا فهو تبن أي : فطن دقيق النظر في الأمور ، وقد تبن تتبينا إذا أدق النظر . قال أبو عبيد : وفي الحديث " أن الرجل ليتكلم بالكلمة يتبن فيها يهوي بها في النار " قال أبو عبيد : هو عندي إغماض الكلام وتدقيقه في الجدل والخصومات في الدين ، ومنه حديث معاذ : " إياكم ومغمضات الأمور " . ورجل تبن بطن : دقيق النظر في الأمور فطن كالطبن ، وزعم يعقوب أن التاء بدل . قال ابن بري : قال أبو سعيد السيرافي : تبن الرجل انتفخ بطنه ، ذكره عند قول سيبويه . وبطن بطنا ، فهو بطن ، وتبن تبنا فهو تبن ، فقرن تبن ببطن ; قال : وقد يجوز أن يريد سيبويه بتبن امتلأ بطنه ؛ لأنه ذكره بعده ، وبطن بطنا ، وهذا لا يكون إلا الفطنة ; قال : والتبن الذي يعبث بيده في كل شيء . وقوله في حديث عمر بن عبد العزيز : إنه كان يلبس رداء متبنا بالزعفران ، أي : يشبه لونه لون التبن . والتبان ، بالضم والتشديد : سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط ، يكون للملاحين . وفي حديث عمار : أنه صلى في تبان فقال : " إني ممثون " أي : يشتكي مثانته ، وقيل : التبان شبه السراويل الصغير . وفي حديث عمر : صلى رجل في تبان وقميص ، تذكره العرب ، والجمع التبابين . وتبنى : موضع ، قال كثير عزة :


                                                          عفا رابغ من أهله فالظواهر فأكناف تبنى قد عفت ، فالأصافر .



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية