الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا [112]

                                                                                                                                                                                                                                        حكى سيبويه (جعل) بمعنى وصف (عدوا) مفعول أول (لكل نبي) في موضع المفعول الثاني شياطين الإنس والجن يدل على عدو، ويجوز أن تجعل (شياطين) مفعولا أول و(عدوا) مفعولا ثانيا، ومعنى شيطان: متمرد في معاصي الله تعالى، لاحق ضرره بغيره، فإذا كان هكذا فهو شيطان، كان من الإنس أو من الجن، ومعناه: ممتد في الشر، مشتق من الشطن وهو الحبل.

                                                                                                                                                                                                                                        وسمي ما توسوس به شياطين [ ص: 92 ] الجن إلى شياطين الإنس وحيا؛ لأنه إنما يكون خفية، وجعل تمويههم زخرفا لتزيينهم إياه، و(غرورا) نصب على الحال؛ لأن معنى يوحي بعضهم إلى بعض يغرونهم بذلك غرورا، ويجوز أن يكون في موضع الحال.

                                                                                                                                                                                                                                        وروى ابن عباس بإسناد أنه قال في قوله: يوحي بعضهم إلى بعض لإبليس مع كل جني شيطان، ومع كل إنسي شيطان - فيلقى أحدهما الآخر فيقول له: إني قد أضللت صاحبي فأضلل صاحبك بمثله، ويقول له الآخر مثل ذلك، هذا وحي بعضهم إلى بعض.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : والقول الأول يدل عليه: وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم فهذا يبين معنى ذلك (فذرهم) أمر فيه معنى التهديد، قال سيبويه : ولا يقال: (وذر ولا ودع) استغنوا عنه بترك.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : الواو ثقيلة، فلما كان (ترك) ليست فيه واو بمعنى ما فيه الواو ترك ما فيه الواو، وهذا معنى قوله، وليس بنصه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية