الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة عشرة : قوله تعالى : { وما علمتم من الجوارح مكلبين } اتفقت الأمة على أن الآية لم تأت لبيان التحليل في المعلم من الجوارح الأكل ، وإنما مساقها تحليل صيده ، وقالوا في تأويله : أحل لكم الطيبات وصيد ما علمتم من الجوارح . فحذف " صيد " وهو المضاف ، وأقام ما بعده وهو المضاف إليه مقامه .

                                                                                                                                                                                                              ويحتمل أن يكون معناه أحل لكم الطيبات ، والذي علمتم من الجوارح مبتدأ ، والخبر في قوله : { فكلوا مما أمسكن عليكم } . وقد تدخل الفاء في خبر المبتدأ كما قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                              وقائلة خولان فانكح فتاتهم وأكرومة الحيين خلو كما هيا

                                                                                                                                                                                                              وقد حققنا ذلك في رسالة ملجئة المتفقهين " . المسألة الرابعة عشرة : قوله تعالى : { فكلوا مما أمسكن عليكم } عام بمطلقه في كل ما أمسك الكلب عليه ، إلا أنه خاص بالدليل في كل ما أحله الله من جنس كالظباء والبقر والحمر ، أو من جزء كاللحم والجلد دون الدم . وهذا عموم دخله التخصيص بدليل سابق له .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية