الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تنبيه حسن : فرق الأصحاب بين الإثبات والنفي في الأيمان في مسائل ، وقالوا في الإثبات : لا يتعلق البر إلا بتمام المسمى ، وفي الحنث يتعلق ببعضه على الصحيح ، وقالوا : الأيمان تحمل على عرف الشرع والشارع إذا نهى عن شيء تعلق النهي بجملته وأبعاضه ، وإذا أمر بشيء لم يحصل الامتثال بدون الإتيان بكماله .

فأخذ الشيخ تقي الدين من هذا أن اليمين في الإثبات لا تعم وفي النفي تعم ، كما عمت أجزاء المحلوف ، قال : وقد ذكر القاضي في موضع من خلافه أن السبب يقتضي التعميم في النفي دون الإثبات . قال الشيخ : وهذا قياس المذهب في الأيمان ، وقرره بأن المفاسد يجب اجتنابها كلها ، بخلاف المصالح فإنه إنما يجب تحصيل ما يحتاج إليه منها ; فإذا وجب تحصيل منفعة لم يجب تحصيل أخرى مثلها للاستغناء عنها بالأولى ، وكلامه يشمل التعميم بالنية أيضا ، حتى ذكر في العلة المنصوصة في كلام الشارع أنها كانت في تحريم تعدت بالقياس إلى غير المنصوص عليه بالعلة ، وإن كانت إيجابا لم تتعد ، وذكر أن هذا قياس المذهب .

وحكى عن أبي الخطاب أنه لو قال : أوجبت كل يوم أكل السكر ; لأنه حلو وجب أكل كل حلو ، ثم قال وهذا بعيد ، بل الذي يقال إنه يجب كل يوم أكل شيء من الحلو كائنا ما كان ، قال وفيه نظر ; لأنه يبطل إيجاب السكر ، وعلى هذا التقدير يرفع إشكال في مسألة قول السيد : أعتقت غانما لسواده ، وأنه لا يعتق عليه كل أسود كما هو قول الجمهور ، خلافا لما ذكره أبو الفتح الحلواني وأبو الخطاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية