باب الإمامة عن عن همام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة أبي هريرة من حديث ولمسلم أنس تسوية الصف من تمام الصلاة وقال فإن من إقامة الصلاة وفي رواية له فكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه البخاري
التالي
السابق
[ ص: 324 ] (باب الإمامة) (الحديث الأول) عن عن همام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة . أبي هريرة
(فيه) فوائد :
(الأولى) فيه والمراد بالصف الجنس ويدخل في إقامة الصف استواء القائمين على سمت واحد والتصاق بعضهم لبعض بحيث لا يكون بينهم خلل وتتميم الصفوف المقدمة أولا فأولا وفي صحيح الأمر بإقامة الصفوف في الصلاة وغيره عن مسلم قال النعمان بن بشير وفي سنن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أن قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رجلا باديا صدره من الصف فقال : عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم وغيره عن أبي داود النعمان . أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ثلاثا والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم قال فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه
فهاتان الروايتان دالتان بمجموعهما على أنه يدخل في إقامة الصف استواء القائمين به وانضمام بعضهم لبعض وفي صحيح عن البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنس وفي صحيح أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه وغيره عن مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جابر بن سمرة وفي سنن ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ قلنا وكيف [ ص: 325 ] تصف الملائكة عند ربها قال يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف وغيره عن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر وفي سنن أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا ، ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله وغيره عن أبي داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس . رصوا صفوفكم وقاربوا بينهما وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة (الثانية) هذا الأمر للاستحباب بدليل قوله في تعليله فإن إقامة الصف من حسن الصلاة قال هذا يدل على أن إقامة الصفوف سنة لأنه لو كان فرضا لم يجعله من حسن الصلاة لأن حسن الشيء زيادة على تمامه وذلك زيادة على الوجوب قال ودل هذا على أن قوله في حديث ابن بطال تسوية الصف من إقامة الصلاة أن إقامة الصلاة . أنس
تقع على السنة كما تقع على الفريضة لما قال في قول ابن بطال ما أنكرت شيئا إلا أنكم لا تقيمون الصفوف لما كان تسوية الصف من السنة التي يستحق فاعلها المدح عليها دل ذلك أن تاركها يستحق الذم والعتب كما قال أنس رحمه الله غير أن من لم يقم الصفوف لا إعادة عليه ألا ترى أن أنس لم يأمرهم بإعادة الصلاة انتهى . أنسا
وهذا اللفظ الذي ذكره في حديث وهو قوله من إقامة الصلاة . أنس
هو لفظ ولفظ البخاري وغيره من تمام الصلاة وقال مسلم الشيخ تقي الدين في شرح العمدة قد يؤخذ من قوله من تمام الصلاة أنه مستحب لأنه لم يذكر أنه من أركانها ولا واجباتها وتمام الشيء أمر زائد على حقيقته التي لا يتحقق إلا بها في مشهور الاصطلاح قال وقد ينطلق بحسب الوضع على بعض ما لا تتم الحقيقة إلا به انتهى .
وهذا مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف وهو قول الأئمة الأربعة .
وذهب إلى وجوبه فقال وفرض على المأمومين تعديل الصفوف الأول والتراص فيها والمحاذاة بالمناكب والأرجل فإن كان نقص كان في آخرها ومن ابن حزم الظاهري بطلت صلاته فإن لم يجد في الصف مدخلا فليجذب إلى نفسه رجلا يصلي معه فإن لم يقدر فليرجع ولا يصل وحده خلف الصف إلا أن [ ص: 326 ] يكون ممنوعا فيصلي ويجزيه ثم ذكر حديث صلى وأمامه في الصف فرجة يمكنه سدها بنفسه فلم يفعل النعمان بن بشير . لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم
قال وهذا وعيد شديد والوعيد لا يكون إلا في كبيرة من الكبائر ثم ذكر قول كان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه وهو في صحيح أنس ثم قال هذا إجماع منهم ثم قال وبقولنا يقول البخاري السلف الطيب روينا بأصح إسناد عن قال كنت فيمن ضرب أبي عثمان النهدي قدمه لإقامة الصف في الصلاة قال عمر بن الخطاب ما كان رضي الله عنه ليضرب أحدا ويستبيح بشرة محرمة عليه على غير فرض ثم حكى ابن حزم بعث ابن حزم رضي الله عنه رجلا لذلك وأنه لا يكبر حتى يخبروه باستوائها ثم قال : فهذا فعل الخليفتين بحضرة الصحابة لا يخالفهم في ذلك أحد منهم ثم حكى عن عثمان قال كان سويد بن غفلة هو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب أقدامنا في الصلاة ويسوي مناكبنا . بلال
ثم قال فهذا ما كان ليضرب أحدا على غير الفرض ثم حكى قولهم بلال لأنس بن مالك أتنكر شيئا مما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا ، إلا أنكم لا تقيمون الصفوف قال المباح ليس منكرا انتهى . ابن حزم
وقد استدل بكلام البخاري هذا على الوجوب فبوب عليه في صحيحه ، باب إثم من لم يتم الصفوف وقال أنس : هذا الوعيد يعني الذي في حديث القاضي أبو بكر بن العربي النعمان لا يكون إلا في ترك واجب وهذا كان يقتضي الوجوب إلا أن الشرع سمح في ذلك . ا هـ (الثالثة) ذكر العلماء في أمورا : معنى إقامة الصف
(أحدها) حصول الاستقامة والاعتدال ظاهر كما هو المطلوب باطنا .
(ثانيها) لئلا يتخللهم الشيطان فيفسد صلاتهم بالوسوسة كما جاء في ذلك الحديث .
(ثالثها) ما في ذلك من حسن الهيئة .
(رابعها) أن في ذلك تمكنهم من صلاتهم مع كثرة جمعهم فإذا تراصوا وسع جميعهم المسجد وإذا لم يفعلوا ذلك ضاق عنهم .
(خامسها) أن لا يشغل بعضهما بعضا بالنظر إلى ما يشغله منه إذا كانوا مختلفين وإذا اصطفوا غابت وجوه بعضهم عن بعض وكثير من حركاتهم وإنما يلي بعضهم من بعض ظهورهم (الرابعة) وجه إيراد المصنف رحمه الله هذا الحديث في باب الإمامة أن الصفوف إنما تحصل مع الجماعة وذلك بالإمام والمأمومين فهي من الأحكام المترتبة على الإمامة وأيضا فتسوية الصفوف من وظائف الإمامة .
وفي سنن وغيره عن أبي داود قال البراء بن عازب . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم وكان يقول إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصفوف الأول
وروي عن كل من عمر رضي الله عنهما وعثمان أنه كان يبعث رجالا يسوون الصفوف فإذا أخبروه بتسويتها كبر وكان رضي الله عنه يتعاهد ذلك أيضا ويقول تقدم يا فلان تأخر يا فلان . علي
(فيه) فوائد :
(الأولى) فيه والمراد بالصف الجنس ويدخل في إقامة الصف استواء القائمين على سمت واحد والتصاق بعضهم لبعض بحيث لا يكون بينهم خلل وتتميم الصفوف المقدمة أولا فأولا وفي صحيح الأمر بإقامة الصفوف في الصلاة وغيره عن مسلم قال النعمان بن بشير وفي سنن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أن قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رجلا باديا صدره من الصف فقال : عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم وغيره عن أبي داود النعمان . أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ثلاثا والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم قال فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه
فهاتان الروايتان دالتان بمجموعهما على أنه يدخل في إقامة الصف استواء القائمين به وانضمام بعضهم لبعض وفي صحيح عن البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنس وفي صحيح أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه وغيره عن مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جابر بن سمرة وفي سنن ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ قلنا وكيف [ ص: 325 ] تصف الملائكة عند ربها قال يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف وغيره عن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر وفي سنن أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا ، ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله وغيره عن أبي داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس . رصوا صفوفكم وقاربوا بينهما وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة (الثانية) هذا الأمر للاستحباب بدليل قوله في تعليله فإن إقامة الصف من حسن الصلاة قال هذا يدل على أن إقامة الصفوف سنة لأنه لو كان فرضا لم يجعله من حسن الصلاة لأن حسن الشيء زيادة على تمامه وذلك زيادة على الوجوب قال ودل هذا على أن قوله في حديث ابن بطال تسوية الصف من إقامة الصلاة أن إقامة الصلاة . أنس
تقع على السنة كما تقع على الفريضة لما قال في قول ابن بطال ما أنكرت شيئا إلا أنكم لا تقيمون الصفوف لما كان تسوية الصف من السنة التي يستحق فاعلها المدح عليها دل ذلك أن تاركها يستحق الذم والعتب كما قال أنس رحمه الله غير أن من لم يقم الصفوف لا إعادة عليه ألا ترى أن أنس لم يأمرهم بإعادة الصلاة انتهى . أنسا
وهذا اللفظ الذي ذكره في حديث وهو قوله من إقامة الصلاة . أنس
هو لفظ ولفظ البخاري وغيره من تمام الصلاة وقال مسلم الشيخ تقي الدين في شرح العمدة قد يؤخذ من قوله من تمام الصلاة أنه مستحب لأنه لم يذكر أنه من أركانها ولا واجباتها وتمام الشيء أمر زائد على حقيقته التي لا يتحقق إلا بها في مشهور الاصطلاح قال وقد ينطلق بحسب الوضع على بعض ما لا تتم الحقيقة إلا به انتهى .
وهذا مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف وهو قول الأئمة الأربعة .
وذهب إلى وجوبه فقال وفرض على المأمومين تعديل الصفوف الأول والتراص فيها والمحاذاة بالمناكب والأرجل فإن كان نقص كان في آخرها ومن ابن حزم الظاهري بطلت صلاته فإن لم يجد في الصف مدخلا فليجذب إلى نفسه رجلا يصلي معه فإن لم يقدر فليرجع ولا يصل وحده خلف الصف إلا أن [ ص: 326 ] يكون ممنوعا فيصلي ويجزيه ثم ذكر حديث صلى وأمامه في الصف فرجة يمكنه سدها بنفسه فلم يفعل النعمان بن بشير . لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم
قال وهذا وعيد شديد والوعيد لا يكون إلا في كبيرة من الكبائر ثم ذكر قول كان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه وهو في صحيح أنس ثم قال هذا إجماع منهم ثم قال وبقولنا يقول البخاري السلف الطيب روينا بأصح إسناد عن قال كنت فيمن ضرب أبي عثمان النهدي قدمه لإقامة الصف في الصلاة قال عمر بن الخطاب ما كان رضي الله عنه ليضرب أحدا ويستبيح بشرة محرمة عليه على غير فرض ثم حكى ابن حزم بعث ابن حزم رضي الله عنه رجلا لذلك وأنه لا يكبر حتى يخبروه باستوائها ثم قال : فهذا فعل الخليفتين بحضرة الصحابة لا يخالفهم في ذلك أحد منهم ثم حكى عن عثمان قال كان سويد بن غفلة هو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب أقدامنا في الصلاة ويسوي مناكبنا . بلال
ثم قال فهذا ما كان ليضرب أحدا على غير الفرض ثم حكى قولهم بلال لأنس بن مالك أتنكر شيئا مما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا ، إلا أنكم لا تقيمون الصفوف قال المباح ليس منكرا انتهى . ابن حزم
وقد استدل بكلام البخاري هذا على الوجوب فبوب عليه في صحيحه ، باب إثم من لم يتم الصفوف وقال أنس : هذا الوعيد يعني الذي في حديث القاضي أبو بكر بن العربي النعمان لا يكون إلا في ترك واجب وهذا كان يقتضي الوجوب إلا أن الشرع سمح في ذلك . ا هـ (الثالثة) ذكر العلماء في أمورا : معنى إقامة الصف
(أحدها) حصول الاستقامة والاعتدال ظاهر كما هو المطلوب باطنا .
(ثانيها) لئلا يتخللهم الشيطان فيفسد صلاتهم بالوسوسة كما جاء في ذلك الحديث .
(ثالثها) ما في ذلك من حسن الهيئة .
(رابعها) أن في ذلك تمكنهم من صلاتهم مع كثرة جمعهم فإذا تراصوا وسع جميعهم المسجد وإذا لم يفعلوا ذلك ضاق عنهم .
(خامسها) أن لا يشغل بعضهما بعضا بالنظر إلى ما يشغله منه إذا كانوا مختلفين وإذا اصطفوا غابت وجوه بعضهم عن بعض وكثير من حركاتهم وإنما يلي بعضهم من بعض ظهورهم (الرابعة) وجه إيراد المصنف رحمه الله هذا الحديث في باب الإمامة أن الصفوف إنما تحصل مع الجماعة وذلك بالإمام والمأمومين فهي من الأحكام المترتبة على الإمامة وأيضا فتسوية الصفوف من وظائف الإمامة .
وفي سنن وغيره عن أبي داود قال البراء بن عازب . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم وكان يقول إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصفوف الأول
وروي عن كل من عمر رضي الله عنهما وعثمان أنه كان يبعث رجالا يسوون الصفوف فإذا أخبروه بتسويتها كبر وكان رضي الله عنه يتعاهد ذلك أيضا ويقول تقدم يا فلان تأخر يا فلان . علي