قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=28902_32446_34343_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء nindex.php?page=treesubj&link=28902_34343_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون nindex.php?page=treesubj&link=28902_32446_34343_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=26ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24ألم تر بمعنى: ألم تعلم، و"مثلا" مفعول لـ "ضرب"، و"كلمة" مفعول أول بها، و"ضرب" هذه تتعدى إلى مفعولين، لأنها بمنزلة "جعل" ونحوه، إذ معناها، جعل ضربها، وقال
المهدوي : "مثلا" مفعول، و"كلمة" بدل منها.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا على أنها تتعدى إلى مفعول واحد، وإنما أوهم في هذا قلة التحرير في
[ ص: 243 ] "ضرب" هذه. والكاف في قوله: "كشجرة" في موضع الحال، أي: مشبهة بشجرة.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما- وغيره: الكلمة الطيبة هي "لا إله إلا الله"، مثلها الله بالشجرة الطيبة وهي النخلة في قول أكثر المتأولين، فكأن هذه الكلمة أصلها ثابت في قلوب المؤمنين، وفضلها وما يصدر عنها من الأفعال الزكية والخبيثة وما يتحصل عليها من عفو الله ورحمته هو فرعها يصعد إلى السماء من قبل العبد، ويتنزل منها قبل الله تبارك وتعالى. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : "ثابت أصلها"، وقالت فرقة: إنما مثل الله بالشجرة الطيبة المؤمن نفسه، إذ الكلمة الطيبة لا تقع إلا منه، فكأن الكلام: كلمة طيبة وقائلها، وكأن المؤمن ثابت في الأرض، وأفعاله وأقواله صاعدة، فهو كشجرة فرعها في السماء، وما يكون أبدا من المؤمن من الطاعة أو على الكلمة من الفضل والأجر والغفران هو بمثابة الأكل الذي تأتي به كل حين، وقوله عن الشجرة:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24وفرعها في السماء أي: في الهواء نحو السماء، وهذا كما تقول عن المستطيل: نحو الهواء، وفي الحديث: "خلق الله
آدم طوله في السماء ستون ذراعا"، والقيدودة: الطويل في غير سماء.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
كأنه انقاد وامتد. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد : الشجرة الطيبة في هذه الآية: النخلة، وروي ذلك
[ ص: 244 ] في أحاديث، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا: هي شجرة في الجنة.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل أن تكون شجرة غير معينة إلا أنها كل ما اتصف بهذه الصفات فيدخل فيه النخلة وغيرها، وقد شبه الرسول عليه السلام المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأترجة، فلا يتعذر أيضا أن يشبه بشجرتها، و "الأكل": الثمر، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم وحده "أكلها" بضم الكاف.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25كل حين ، الحين في اللغة: القطيع من الزمان غير محدود، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى على الإنسان حين من الدهر وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=88ولتعلمن نبأه بعد حين ،
[ ص: 245 ] وقد تقتضي لفظة "الحين" بقرينتها تحديدا كقوله في هذه الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25كل حين ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
والحكم، nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد، وجماعة من الفقهاء، قالوا: من حلف ألا يفعل شيئا حينا فإنه لا يفعله سنة، واستشهدوا بهذه الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25تؤتي أكلها كل حين أي: كل سنة، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن : أي كل ستة أشهر، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب: الحين: شهران، لأن النخلة تدوم مثمرة شهرين، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس: nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25كل حين أي: كل غدوة وعشية ومتى أريد جناها.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهكذا يشبهها المؤمن الذي هو في جميع أيامه في عمل، والكلمة التي أخرجها والصادر عنها من الأعمال مستمر، فيشبه أن الله تعالى إنما شبه المؤمن أو الكلمة بالشجرة في حال إثمارها، إذ تلك أفضل أحوالها، وتأول
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري في ذلك أن أكل الطلع في الشتاء، وأن أكل الثمر في كل وقت من أوقات العام وهو إتيان أكل وإن فارق النخل، وإن فرضنا التشبيه بها على الإطلاق وهي إنما تؤتي في وقت دون وقت فالمعنى: كشجرة لا تخل بما جعلت له من الإتيان بالأكل في الأوقات المعلومة، فكذلك هو المؤمن لا يخل بما يسر له من الأعمال الصالحة، أو الكلمة التي لا تغيب بركتها والأعمال الصادرة عنها، بل هي في حفظ النظام كالشجرة الطيبة في حفظ وقتها المعلوم، وباقي الآية بين.
ومن قال: "الحين سنة" راعى أن ثمر النخلة وجناها إنما يأتي كل سنة، ومن قال: "ستة أشهر" راعى من وقت جداد النخلة إلى حملها من الوقت المقبل، وقيل: إن التشبيه وقع بالنخل الذي يثمر مرتين في العام، ومن قال: "شهرين" قال: هي مدة الجني في النخل، وكلهم أفتى بقوله في الإتيان على الحين.
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء أن في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : "وضرب الله مثلا كلمة خبيثة" ، والكلمة الخبيثة هي كلمة الكفر وما قاربها من كلام السوء في الظلم
[ ص: 246 ] ونحوه، و "كالشجرة خبيثة " ، قال أكثر المفسرين: هي شجرة الحنظل، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا عندي على جهة المثال، وقالت فرقة: هي الثوم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هي الكشوثا.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وعلى هذه الأقوال من الاعتراض أن هذه كلها من النجم، وليست من الشجر، والله تعالى إنما مثل بالشجرة، فلا تسمى هذه شجرة إلا بتجوز، فقد قال عليه الصلاة والسلام في الثوم والبصل:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650806 "من أكل من هذه الشجرة"، وأيضا فإن هذه كلها ضعيفة وإن لم تخبث، اللهم إلا أن نقول: اجتثت بالخلقة.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: "هذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى ولم يخلق هذه الشجرة على وجه الأرض". والظاهر عندي أن التشبيه وقع بشجرة غير معينة إذا وجدت فيها هذه الأوصاف، فالخبث هو أن تكون كالعضاة، أو كشجرة السموم ونحوها إذا اجتثت، أي اقتلعت جثتها بنزع الأصول، وبقيت في غاية الوهن والضعف فتقلبها أقل ريح.، فالكافر يرى أن بيده شيئا، وهو لا يستقر ولا يغني عنه، كهذه الشجرة التي يظن بها على بعد -أو للجهل بها- أنها شيء نافع، وهي خبيثة الجنى غير باقية.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=28902_32446_34343_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةً أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ nindex.php?page=treesubj&link=28902_34343_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28902_32446_34343_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=26وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24أَلَمْ تَرَ بِمَعْنَى: أَلَمْ تَعْلَمْ، وَ"مَثَلًا" مَفْعُولٌ لِـ "ضَرَبَ"، وَ"كَلِمَةً" مَفْعُولٌ أَوَّلٌ بِهَا، وَ"ضَرَبَ" هَذِهِ تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ "جَعَلَ" وَنَحْوِهِ، إِذْ مَعْنَاهَا، جَعَلَ ضَرْبَهَا، وَقَالَ
الْمَهْدَوِيُّ : "مَثَلًا" مَفْعُولٌ، وَ"كَلِمَةً" بَدَلٌ مِنْهَا.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَذَا عَلَى أَنَّهَا تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّمَا أَوْهَمَ فِي هَذَا قِلَّةُ التَّحْرِيرِ فِي
[ ص: 243 ] "ضَرَبَ" هَذِهِ. وَالْكَافُ فِي قَوْلِهِ: "كَشَجَرَةٍ" فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، أَيْ: مُشَبَّهَةٌ بِشَجَرَةٍ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وَغَيْرُهُ: الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ هِيَ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"، مَثَّلَهَا اللَّهُ بِالشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ وَهِيَ النَّخْلَةُ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُتَأَوِّلِينَ، فَكَأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ أَصْلُهَا ثَابِتٌ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفَضْلُهَا وَمَا يَصْدُرُ عَنْهَا مِنَ الْأَفْعَالِ الزَّكِيَّةِ وَالْخَبِيثَةِ وَمَا يَتَحَصَّلُ عَلَيْهَا مِنْ عَفْوِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ هُوَ فَرْعُهَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ قِبَلِ الْعَبْدِ، وَيَتَنَزَّلُ مِنْهَا قِبَلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : "ثَابِتٌ أَصْلُهَا"، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: إِنَّمَا مَثَّلَ اللَّهُ بِالشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ الْمُؤْمِنَ نَفْسَهُ، إِذِ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ لَا تَقَعُ إِلَّا مِنْهُ، فَكَأَنَّ الْكَلَامَ: كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ وَقَائِلُهَا، وَكَأَنَّ الْمُؤْمِنَ ثَابِتٌ فِي الْأَرْضِ، وَأَفْعَالُهُ وَأَقْوَالُهُ صَاعِدَةٌ، فَهُوَ كَشَجَرَةٍ فَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، وَمَا يَكُونُ أَبَدًا مِنَ الْمُؤْمِنِ مِنَ الطَّاعَةِ أَوْ عَلَى الْكَلِمَةِ مِنَ الْفَضْلِ وَالْأَجْرِ وَالْغُفْرَانِ هُوَ بِمَثَابَةِ الْأَكْلِ الَّذِي تَأْتِي بِهِ كُلَّ حِينٍ، وَقَوْلُهُ عَنِ الشَّجَرَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=24وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ أَيْ: فِي الْهَوَاءِ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ عَنِ الْمُسْتَطِيلِ: نَحْوَ الْهَوَاءِ، وَفِي الْحَدِيثِ: "خَلَقَ اللَّهُ
آدَمَ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ ذِرَاعًا"، وَالْقَيْدُودَةُ: الطَّوِيلُ فِي غَيْرِ سَمَاءٍ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
كَأَنَّهُ انْقَادَ وَامْتَدَّ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ : الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: النَّخْلَةُ، وَرُوِيَ ذَلِكَ
[ ص: 244 ] فِي أَحَادِيثَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا: هِيَ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ شَجَرَةً غَيْرَ مُعَيَّنَةٍ إِلَّا أَنَّهَا كُلُّ مَا اتَّصَفَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ فَيَدْخُلُ فِيهِ النَّخْلَةُ وَغَيْرُهَا، وَقَدْ شَبَّهَ الرَّسُولَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِالْأُتْرُجَّةِ، فَلَا يَتَعَذَّرُ أَيْضًا أَنْ يُشَبِّهَ بِشَجَرَتِهَا، وَ "الْأُكُلُ": الثَّمَرُ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ وَحْدَهُ "أُكُلَهَا" بِضَمِّ الْكَافِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25كُلَّ حِينٍ ، الْحِينُ فِي اللُّغَةِ: الْقَطِيعُ مِنَ الزَّمَانِ غَيْرُ مَحْدُودٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=88وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ،
[ ص: 245 ] وَقَدْ تَقْتَضِي لَفْظَةُ "الْحِينِ" بِقَرِينَتِهَا تَحْدِيدًا كَقَوْلِهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25كُلَّ حِينٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ،
وَالْحَكَمُ، nindex.php?page=showalam&ids=15744وَحَمَّادٌ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ، قَالُوا: مَنْ حَلَفَ أَلَّا يَفْعَلَ شَيْئًا حِينًا فَإِنَّهُ لَا يَفْعَلُهُ سَنَةً، وَاسْتَشْهَدُوا بِهَذِهِ الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ أَيْ: كُلَّ سَنَةٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ : أَيْ كُلَّ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابْنُ الْمُسَيِّبِ: الْحِينُ: شَهْرَانِ، لِأَنَّ النَّخْلَةَ تَدُومُ مُثْمِرَةً شَهْرَيْنِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=25كُلَّ حِينٍ أَيْ: كُلَّ غَدْوَةٍ وَعَشِيَّةٍ وَمَتَى أُرِيدَ جَنَاهَا.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَكَذَا يُشْبِهُهَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي هُوَ فِي جَمِيعِ أَيَّامِهِ فِي عَمَلٍ، وَالْكَلِمَةُ الَّتِي أَخْرَجَهَا وَالصَّادِرُ عَنْهَا مِنَ الْأَعْمَالِ مُسْتَمِرٌّ، فَيُشْبِهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا شَبَّهَ الْمُؤْمِنَ أَوِ الْكَلِمَةَ بِالشَّجَرَةِ فِي حَالِ إِثْمَارِهَا، إِذْ تِلْكَ أَفْضَلُ أَحْوَالِهَا، وَتَأَوَّلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ فِي ذَلِكَ أَنَّ أُكُلَ الطَّلْعِ فِي الشِّتَاءِ، وَأَنَّ أُكُلَ الثَّمَرِ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْ أَوْقَاتِ الْعَامِ وَهُوَ إِتْيَانُ أُكُلٍ وَإِنَّ فَارَقَ النَّخْلَ، وَإِنْ فَرَضْنَا التَّشْبِيهَ بِهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ وَهِيَ إِنَّمَا تُؤْتِي فِي وَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ فَالْمَعْنَى: كَشَجَرَةٍ لَا تَخْلُ بِمَا جُعِلَتْ لَهُ مِنَ الْإِتْيَانِ بِالْأُكُلِ فِي الْأَوْقَاتِ الْمَعْلُومَةِ، فَكَذَلِكَ هُوَ الْمُؤْمِنُ لَا يَخْلُ بِمَا يُسِرُّ لَهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، أَوِ الْكَلِمَةِ الَّتِي لَا تَغِيبُ بَرَكَتُهَا وَالْأَعْمَالُ الصَّادِرَةُ عَنْهَا، بَلْ هِيَ فِي حِفْظِ النِّظَامِ كَالشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ فِي حِفْظِ وَقْتِهَا الْمَعْلُومِ، وَبَاقِي الْآيَةِ بَيِّنٌ.
وَمِنْ قَالَ: "الْحِينُ سَنَةٌ" رَاعَى أَنَّ ثَمَرَ النَّخْلَةِ وَجَنَاهَا إِنَّمَا يَأْتِي كُلَّ سَنَةٍ، وَمَنْ قَالَ: "سِتَّةُ أَشْهُرٍ" رَاعَى مِنْ وَقْتِ جَدَادِ النَّخْلَةِ إِلَى حَمْلِهَا مِنَ الْوَقْتِ الْمُقْبِلِ، وَقِيلَ: إِنَّ التَّشْبِيهَ وَقَعَ بِالنَّخْلِ الَّذِي يُثْمِرُ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ، وَمَنْ قَالَ: "شَهْرَيْنِ" قَالَ: هِيَ مُدَّةُ الْجَنْيِ فِي النَّخْلِ، وَكُلُّهُمْ أَفْتَى بِقَوْلِهِ فِي الْإِتْيَانِ عَلَى الْحِينِ.
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ أَنَّ فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً خَبِيثَةً" ، وَالْكَلِمَةُ الْخَبِيثَةُ هِيَ كَلِمَةُ الْكُفْرِ وَمَا قَارَبَهَا مِنْ كَلَامِ السُّوءِ فِي الظُّلْمِ
[ ص: 246 ] وَنَحْوِهِ، وَ "كَالشَّجَرَةِ خَبِيثَة " ، قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: هِيَ شَجَرَةُ الْحَنْظَلِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَرَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا عِنْدِي عَلَى جِهَةِ الْمِثَالِ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: هِيَ الثَّوْمُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هِيَ الْكَشُوثَا.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَعَلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ مِنَ الِاعْتِرَاضِ أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا مِنَ النَّجْمِ، وَلَيْسَتْ مِنَ الشَّجَرِ، وَاللَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا مَثَّلَ بِالشَّجَرَةِ، فَلَا تُسَمَّى هَذِهِ شَجَرَةً إِلَّا بِتَجَوُّزٍ، فَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي الثَّوْمِ وَالْبَصَلِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650806 "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ"، وَأَيْضًا فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا ضَعِيفَةٌ وَإِنْ لَمْ تَخْبُثِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ نَقُولَ: اجْتُثَّتْ بِالْخِلْقَةِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "هَذَا مَثَلٌ ضَرْبَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَمْ يَخْلُقْ هَذِهِ الشَّجَرَةَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ". وَالظَّاهِرُ عِنْدِي أَنَّ التَّشْبِيهَ وَقَعَ بِشَجَرَةٍ غَيْرِ مُعَيَّنَةٍ إِذَا وُجِدَتْ فِيهَا هَذِهِ الْأَوْصَافِ، فَالْخُبْثُ هُوَ أَنْ تَكُونَ كَالْعِضَاةِ، أَوْ كَشَجَرَةِ السَّمُومِ وَنَحْوِهَا إِذَا اجْتُثَّتْ، أَيِ اقْتُلِعَتْ جُثَّتُهَا بِنَزْعِ الْأُصُولِ، وَبَقِيَتْ فِي غَايَةِ الْوَهْنِ وَالضَّعْفِ فَتَقْلِبُهَا أَقَلُّ رِيحٍ.، فَالْكَافِرُ يَرَى أَنَّ بِيَدِهِ شَيْئًا، وَهُوَ لَا يَسْتَقِرُّ وَلَا يُغْنِي عَنْهُ، كَهَذِهِ الشَّجَرَةِ الَّتِي يَظُنُّ بِهَا عَلَى بُعْدٍ -أَوْ لِلْجَهْلِ بِهَا- أَنَّهَا شَيْءٌ نَافِعٌ، وَهِيَ خَبِيثَةُ الْجَنَى غَيْرُ بَاقِيَةٍ.