الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون

                                                                                                                                                                                                                                        (103 ) يخبر تعالى عن قيل المشركين المكذبين لرسوله أنهم يقولون إنما يعلمه هذا الكتاب الذي جاء به بشر وذلك البشر الذي يشيرون إليه أعجمي اللسان وهذا القرآن لسان عربي مبين هل هذا القول ممكن؟ أو له حظ من الاحتمال؟ ولكن الكاذب يكذب ولا يفكر فيما يؤول إليه كذبه، فيكون في قوله من التناقض والفساد ما يوجب رده بمجرد تصوره.

                                                                                                                                                                                                                                        (104 إن الذين لا يؤمنون بآيات الله الدالة دلالة صريحة على الحق المبين فيردونها ولا يقبلونها، لا يهديهم الله حيث جاءهم الهدى فردوه فعوقبوا بحرمانه وخذلان الله لهم. ولهم في الآخرة عذاب أليم

                                                                                                                                                                                                                                        (105 إنما يفتري الكذب أي: إنما يصدر افتراء الكذب من الذين لا يؤمنون بآيات الله كالمعاندين لرسوله من بعد ما جاءتهم البينات، وأولئك هم الكاذبون أي: الكذب منحصر فيهم وعليهم أولى بأن يطلق من غيرهم. وأما محمد صلى الله عليه وسلم المؤمن بآيات الله الخاضع لربه فمحال أن يكذب على الله، ويتقول عليه ما لم يقل، فأعداؤه رموه بالكذب الذي هو وصفهم، فأظهر الله خزيهم وبين فضائحهم، فله تعالى الحمد.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية