الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم ) أي لو كان في قدرتي الوصول إلى ما تستعجلون به من اقتراح الآيات أو من حلول العذاب لبادرت إليه ووقع الانفصال بيني وبينكم . وروي عن عكرمة في ( لقضي الأمر بيني وبينكم ) أي لقامت القيامة وما روي عن ابن جريج من أن المعنى لذبح الموت ، لا يصح ولا له هنا معنى . وقال الزمخشري و ( ما تستعجلون به ) من العذاب لأهلكتكم عاجلا غضبا لربي وامتعاضا من تكذيبكم به ولتخلصت منكم سريعا . انتهى . وهو قول ابن عباس : لم أمهلكم ساعة ولأهلكتكم .

( والله أعلم بالظالمين ) الظاهر أن المعنى - والله أعلم - بكم . فوضع الظاهر المشعر بوصفهم بالظلم موضع المضمر . ومعنى ( أعلم ) بهم أي بمجازاتهم ففيه وعيد وتهديد . وقيل : بتوقيت عقابهم وقيل : بمآل أمرهم من هداية بعض واستمرار بعض . وقيل : بمن ينبغي أن يؤخذ وبمن يمهل . وقيل : بما تقتضيه الحكمة من عذابهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية