الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 427 ] بيان أقبح الألقاب والأسماء عند الله تعالى

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله: رجل يسمى: ملك الأملاك" رواه البخاري.

تقدم هذا الحديث بشرحه إلى موضعه من هذا الكتاب، وفيه النهي عن تسمية تنبئ عن عظمة المسمى وتعظيمه.

وفي رواية لمسلم: "أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه: رجل كان يسمى: ملك الأملاك، لا ملك إلا الله" .

وفي معناه بالفارسية: "شاهنشاه" وبالهندية: "مهاراج" .

والراجح: أن كل اسم، ورسم، ولقب، عرف فيه معنى هذه الألفاظ، فهو منهي عنه، ومحرم على المسلمين أن يسموا به أحدا منهم; لأن العبد ليس من شأنه أن يساوي مليكه وربه، كما قيل: "ما للتراب ورب الأرباب" ، هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما ملوك الأرض والناس والرؤساء والولاة والأمراء، فقد اختاروا لهم ألقابا وأسماء وأعرافا، تقشعر من سماعها الجلود، ويذوب عندها صم الصخور والجلمود، كأنهم رب الناس ورازقهم ومليكهم، ومالكهم في الحقيقة، وغيرهم من بني آدم عبيد لهم، ومماليك.

دع عنك ذكر هؤلاء القوم، عشاق الدنيا وعبيدها، وانظر إلى أولئك الذين يعدون من علماء الدين، وفقراء المسلمين، ومجتهدي الشرع المبين، كيف لقبوهم هذه، الجاهلون بألقاب لا تصح في شرع ولا عقل ؟

[ ص: 428 ] ولهذا روينا عن النووي - رحمه الله -: أنه قال: لا أجعل أحدا في حل مني، سماني: محيي الدين.

فاعتبر - يا أيها المسكين - بغربة الإسلام إلى أين وصلت، وعلام حصلت، وكيف صار حالها، وإلى ما آل مآلها ؟ !!اللهم ثبت قلوبنا على دينك، وأمتنا على الإسلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية