الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء فيه وجهان: أحدهما: أنه لا يملك ما لم يؤذن وإن كان باقيا معه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن لسيده انتزاعه من يده وإن كان مالكا له. ومن رزقناه منا رزقا حسنا يعني الحر ، وفيه وجهان: أحدهما: ملكه ما بيده.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: تصرفه في الاكتساب على اختياره.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 204 ] وفي هذا المثل قولان: أحدهما: أنه مثل ضربه الله للكافر لأنه لا خير عنده ، ومن رزقناه منا رزقا حسنا هو المؤمن ، لما عنده من الخير ، وهذا معنى قول ابن عباس وقتادة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه مثل ضربه الله تعالى لنفسه والأوثان ؛ لأنها لا تملك شيئا ، وأنهم عدلوا عن عبادة الله تعالى الذي يملك كل شيء ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية