الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال رحمه الله : ) الأصل في جواز التحكيم قوله تعالى : { فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } والصحابة - رضي الله عنهم - كانوا مجمعين على جواز التحكيم ولهذا بدأ الباب بحديث الشعبي رحمه الله قال : كان بين عمر وأبي بن كعب رضي الله عنهما مدارأة بينهما في شيء فحكما بينهما زيد بن ثابت رحمه الله : فأتياه فخرج زيد بن ثابت إليهما وقال لعمر رحمه الله : ألا تبعث إلي فآتيك يا أمير المؤمنين فقال عمر رحمه الله : " في بيته يؤتى الحكم " فأذن لهما فدخلا وألقى لعمر وسادة فقال : عمر رحمه الله : هذا أول جورك . وكانت اليمين على عمر رحمه الله فقال زيد لأبي رحمه الله : لو أعفيت أمير المؤمنين من اليمين فقال عمر يمين لزمتني ، فلأحلف فقال : أبي رحمه الله : بل يعفى أمير المؤمنين ويصدقه .

والمراد بالمدارأة الخصومة واللجاج قال الله تعالى : { فادارأتم فيها } وقال صلى الله عليه وسلم في حديث ثابت بن شريك رحمهما الله { لا يداري ، ولا يماري } أي لا يلاحي ، ولا [ ص: 63 ] يخاصم ، وقد بينا فوائد الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية