الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه الرابع : أن يكون راوي أحد الحديثين لما سمعه كان بالغا ، والثاني كان صغيرا حالة الأخذ ، فالمصير إلى حديث الأول أولى ؛ لأن البالغ أفهم للمعاني ، وأتقن للألفاظ ، وأبعد من غوائل الاختلاط ، وأحرص على الضبط ، وأشد اعتناء بمراعاة أصوله من الصبي ، ولأن الكبير سمعه في حالة لو أخبر به لقبل منه بخلاف الصبي .

ولهذا بعض أهل المعرفة بالحديث لما ذكر في أصحاب الزهري رجح مالكا على سفيان بن عيينة .

[ ص: 62 ] لأن مالكا أخذ عن الزهري وهو كبير ، وابن عيينة إنما صحب الزهري وهو صغير دون الاحتلام .

فإن قيل : فعلى هذا يجب أن يقدم من يحتمل شهادة وهو بالغ على من تحملها صغيرا ، قلنا : إنما لم يعتبر هذا الترجيح في باب الشهادة ؛ لأن الشهادة إخبار عن معنى واحد ، وذلك المعنى لا يتغير ولا يختلف معرفته باختلاف الأحوال صغيرا أو كبيرا ، وليس كذلك الرواية ، [ ص: 63 ] فإنما يراعى فيه الألفاظ والأحوال والأسباب ؛ لتطرق الوهم إليها ، والتغيير والتبديل ، ويختلف ذلك بالكبر والصغر ، فيبالغ في مراعاتها لذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية