الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      من آل عمران إلى الأعراف على وفاق جاء أو خلاف

      أي: هذا باب حذف الألفات مبتدئا من كلمات سورة "آل عمران"، منتهيا إلى سورة "الأعراف".

      والمراد بالوفاق هنا والخلاف وفاق المصاحف وخلافها، وهذه الترجمة الثالثة من تراجم الحذف الست، وأكثر ألفاظ هذه الترجمة والتراجم الثلاث بعدها غير متعدد، والمتعدد منها أقل وقوعا في القرآن بخلاف الترجمتين السابقتين؛ فإن أكثر ألفاظهما متعدد مطرد الحذف، وأكثر وقوعا.

      و: "على" في قوله "على وفاق" بمعنى "مع"، وهي مع مجرورها حال من ضمير "جاء" العائد على الحذف.

      ثم قال:


      والحذف في المقنع في ضعافا     وعن أبي داود جا أضعافا

      أخبر في الشطر الأول عن أبي عمرو في "المقنع" بحذف ألف "ضعافا" في "النساء": وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا .

      ثم أخبر في الشطر الثاني عن أبي داود بحذف ألف "أضعافا" في "آل عمران": لا تأكلوا الربا أضعافا ، والعمل عندنا على حذف ألف "ضعافا" و: "أضعافا" المذكورين.

      وأما: "أضعافا كثيرة" الواقع في "البقرة"، فلا مدخل له هنا، وقد نص أبو داود على ثبت ألفه وبه العمل.

      وقوله: "جا أضعافا" يقرأ بهمزة واحدة على إحدى اللغات في اجتماع الهمزتين من كلمتين للوزن.

      ثم قال:


      يصالحا أفواههم ورضوان     وعنهما مراغما وسلطان

      أخبر في الشطر الأول عن أبي داود بحذف ألف "يصالحا" و: "أفواههم" و: "رضوان".

      أما "يصالحا" ففي "النساء": "فلا جناح عليهما أن يصالحا"، وقد قرأه الكوفيون بضم الياء، وإسكان الصاد وكسر اللام من غير ألف.

      وأما "أفواههم" ففي "آل عمران": يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، وهو متعدد، واحترز بالإضافة إلى ضمير الغيبة عن غيره نحو: وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم ، فإنه ثابت.

      وأما "رضوان" ففي "آل [ ص: 90 ] عمران": ورضوان من الله والله بصير بالعباد ، وهو متعدد في الترجمة وفيما بعدها ومنوع نحو: رضوانه سبل السلام ، والعمل عندنا على الحذف في الألفاظ الثلاثة كما لأبي داود، ثم أخبر الناظم في الشطر الثاني عن الشيخين بحذف ألف "مراغما" و: "سلطان".

      أما "مراغما" ففي "النساء": يجد في الأرض مراغما .

      وأما "سلطان" ففي "آل عمران": ما لم ينزل به سلطانا ، وهو متعدد في الترجمة وفيما بعدها ومنوع نحو: إنما سلطانه على الذين يتولونه ، ونحو: هلك عني سلطانيه .

      وقوله: "يصالحا" واللفظان بعده عطف على: "أضعافا" بحذف العاطف في الأولين وقوله: "مراغما" على حذف مضافين، أي: وعنهما حذف ألف "مراغما".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية