الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: أتجعل فيها من يفسد فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      فيه ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أن ظاهر الألف الاستفهام ، دخل على معنى العلم ليقع به تحقيق قال جرير:


                                                                                                                                                                                                                                      ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح



                                                                                                                                                                                                                                      معناه: أنتم خير من ركب المطايا .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنهم قالوه لاستعلام وجه الحكمة ، لا على وجه الاعتراض . ذكره الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنهم سألوا عن حال أنفسهم ، فتقديره: أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك أم لا؟

                                                                                                                                                                                                                                      وهل علمت الملائكة أنهم يفسدون بتوقيف من الله تعالى ، أم قاسوا على حال من قبلهم؟ فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه بتوقيف من الله تعالى ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد ، وابن قتيبة ، وروى السدي عن أشياخه: أنهم قالوا: ربنا وما يكون [ ص: 61 ] ذلك الخليفة قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ، ويقتل بعضهم بعضا ، فقالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم ، روي نحو هذا عن ابن عباس ، وأبي العالية ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية