الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم قررهم؛ ووبخهم؛ فقال : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ؛ أي : من حرم أن تلبسوا في طوافكم ما يستركم؟ والطيبات من الرزق ؛ أي : ومن حرم الطيبات مما رزق الله؟ أي : من حرم هذه الأشياء التي ذكرتم أنها حرام؛ ثم قال - عز وجل - : قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ؛ وتقرأ : " خالصة " ؛ و " خالصة يوم القيامة " ؛ المعنى أنها حلال للمؤمنين؛ وقد يشركهم فيها الكافرون؛ أعلم - عز وجل - أن الطيبات تخلص للمؤمنين في الآخرة؛ ولا يشركهم فيها كافر؛ فأما إعراب " خالصة " ؛ فهو أنه خبر بعد خبر؛ كما تقول : " زيد عاقل لبيب " ؛ فالمعنى : " قل هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا؛ خالصة يوم القيامة " ؛ ومن قرأ : " خالصة " ؛ جعل " خالصة " ؛ منصوبا على الحال؛ على أن العامل في قولك : " في الحياة الدنيا " ؛ في تأويل الحال؛ كأنك قلت : " هي ثابتة للمؤمنين؛ مستقرة في الحياة الدنيا؛ خالصة يوم القيامة " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية