الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا محمد بن العباس ، قال : ثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا محمد بن صالح الواسطي ، عن رباح بن عمرو أبي المهاجر ، قال : سمعت الشميط أخا أخضر بن عجلان ، وهو يقول في مجلسه ووصف أهل الدنيا وما هم فيه من الغفلة ، فقال : حيارى سكارى ، فارسهم يركض ركضا ، وبيدقهم يسعى سعيا ، عشقوا الدنيا ولزمت بأم رءوسهم يرتضعونها لا ينفطمون من رضاعها ، وإذا أحدث الله تعالى لأحدهم نعمة أحدث رياء وسمعة فعلق من بين أصفر وأخضر وأحمر ، ثم قال للناس : تعالوا فانظروا : فأما المؤمنون فيقولون لا حسن والله ولا جميل ، إن يكن من حلال فقد أسرفت ، وإن يكن من حرام فثكلتك أمك ، وأما المنافقون فيقولون : يا ويحنا يا ليت لنا ما أكثر وأطيب ، ذروهم عباد الله وما اختاروا لأنفسهم من فالوذجهم ورودجهم فكل يوما بقلا ويوما خلا ويوما ملحا والموعد الله ، يطلبون لأولادهم السمن والعسل ثم [ ص: 127 ] يخرجونهم على أيتام المساكين فيذهب الصبي إلى أمه فيجاذبها خمارها . فيقول : اطلبي لنا سمنا وعسلا فإني رأيت مع ابن فلان سمنا وعسلا . فتقول له أمه : إنه كثير لك من حيث أصبت لك الخبز والملح ، يشتري أحدهم الأمة العجماء قد أخرجت من دار المشركين إلى دار المسلمين فلا يفقهها في الدين ولا يعلمها شيئا من سنن المرسلين ، فتلبس الوشي وتحلى بالذهب ، ثم تخطر على فساق أهل الأسواق ، فإن جنت جناية تبعه من ذلك ما ساءه .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي إذا وصف أهل الدنيا قال : دائم البطنة ؛ قليل الفطنة ، إنما همه بطنه وفرجه وجلده ، يقول : متى أصبح فآكل وأشرب وألهو وألعب ، ومتى أمسي فأنام ، جيفة بالليل بطال بالنهار .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول : إن أولياء الله آثروا رضى الله عز وجل على هوى أنفسهم ، وإن كانت أهواؤهم محنة لهم فأرغموا أنفسهم كثيرا لرضاء ربهم فأفلحوا وأنجحوا .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : كان أبي وغيلان الطفاوي ، يقولان : صم عن الدنيا ، واجعل غاية إفطارك في الدنيا الموت .

              حدثنا أبو بكر ، قال : ثنا عبد الله ، قال : أخبرت عن سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت أبي يقول : بادروا بالصحة السقم ، وبالفراغ الشغل ، وبادروا بالحياة الموت .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن الحسن بن شهريار ، قال : ثنا هارون بن عبد الله ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط قال :سمعت أبي يقول : اللهم اجعل أحب ساعات الدنيا إلينا ساعات ذكرك وعبادتك ، واجعل أبغض ساعاتها إلينا ساعات أكلنا وشربنا ونومنا .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، قال : ثنا الحسن بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن أبي زياد ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، قال : سمعت [ ص: 128 ] أبي ، يقول : يا ابن آدم إنما الدنيا غداء وعشاء ، فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسى ديوانك في ديوان الصائمين .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية