الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1251 [ ص: 85 ] (باب في الوتر وركعتي الفجر)

                                                                                                                              وذكره النووي : في الباب المذكور.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 33 ج6 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [حدثنا خلف بن هشام وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين. قال: سألت ابن عمر قلت: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة، أأطيل فيهما القراءة؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة. قال قلت: إني لست عن هذا أسألك. قال: إنك لضخم. ألا تدعني أستقرئ لك الحديث؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة ويصلي ركعتين قبل الغداة. كأن الأذان بأذنيه.

                                                                                                                              قال خلف: أرأيت الركعتين قبل الغداة. ولم يذكر صلاة].


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس بن سيرين. قال: سألت ابن عمر، قلت: أرأيت [ ص: 86 ] الركعتين قبل صلاة الغداة، أأطيل فيهما القراءة؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة) .

                                                                                                                              "فيه": دليل على أن أقل الوتر ركعة، وأن الركعة الفردة صلاة صحيحة، وهذا مذهب الجمهور.

                                                                                                                              وقال أبو حنيفة : لا يصح الإيتار بواحدة، ولا تكون الركعة الواحدة صلاة قط.

                                                                                                                              والأحاديث الصحيحة ترد عليه.

                                                                                                                              منها حديث عائشة: (ويوتر منها بواحدة) كما في مسلم .

                                                                                                                              (قال: قلت: إني لست عن هذا أسألك. قال: إنك لضخم) ، إشارة إلى الغباوة، والبلادة، وقلة الأدب. قالوا: لأن هذا الوصف يكون للضخم غالبا.

                                                                                                                              وإنما قال ذلك لأنه قطع عليه الكلام، قبل تمام حديثه.

                                                                                                                              (ألا تدعني أستقرئ لك الحديث؟) بالهمزة، من القراءة.

                                                                                                                              ومعناه: أذكره وآتي به على وجهه بكماله.

                                                                                                                              (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة) واحدة.

                                                                                                                              "وفيه": دليل على صحة الإيتار بركعة.

                                                                                                                              [ ص: 87 ] (ويصلي ركعتين قبل الغداة، كأن الأذان بأذنيه) .

                                                                                                                              قال عياض : المراد بالأذان هنا: الإقامة. وهو إشارة إلى شدة تخفيفها بالنسبة إلى باقي صلاته صلى الله عليه وسلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية