الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 209 ] قوله عز وجل: إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية. في تأويل هذه الآية ثلاثة أقاويل: أحدها: أن العدل: شهادة أن لا إله إلا الله ، والإحسان: الصبر على أمره ونهيه وطاعة الله في سره وجهره وإيتاء ذي القربى صلة الرحم ، وينهى عن الفحشاء يعني الزنا ، والمنكر القبائح. والبغي الكبر والظلم حكاه ابن جرير الطبري.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن العدل: القضاء بالحق ، والإحسان: التفضل بالإنعام ، وإيتاء ذي القربى: ما يستحقونه من النفقات. وينهى عن الفحشاء ما يستسر بفعله من القبائح. والمنكر: ما يتظاهر به منها فينكر. والبغي: ما يتطاول به من ظلم وغيره ، وهذا معنى ما ذكره ابن عيسى.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أن العدل ها هنا استواء السريرة والعلانية في العمل لله. والإحسان أن تكون سريرته أحسن من علانيته. والفحشاء والمنكر: أن تكون علانيته أحسن من سريرته ، قاله سفيان بن عيينة. فأمر بثلاث ونهى عن ثلاث. يعظكم لعلكم تذكرون يحتمل وجهين: أحدهما: تتذكرون ما أمركم به وما نهاكم عنه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: تتذكرون ما أعده من ثواب طاعته وعقاب معصيته.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية