الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نبخ

                                                          نبخ : رجل نابخة : جبار ، قال ساعدة الهذلي :

                                                          تخشى عليه من الأملاك نابخة من النوابخ ، مثل الحادر الرزم ويروى نابجة من النوابج من النبجة ، وهي الرابية ، قال ابن بري : صواب إنشاده بالياء لأن فيه ضميرا يعود على ابن جعشم في بيت قبله وهو :


                                                          يهدي ابن جعشم الأنباء نحوهم لا منتأى عن حياض الموت والحمم

                                                          ابن جعشم هذا : هو سراقة بن مالك بن جعشم بن بني مدلج . والحمم جمع حمة ; وهي القدر . والحادر : الغليظ ، وأراد به الأسد . والرزم : الذي قد رزم بمكانه . ورجل أنبخ إذا كان جافيا . ونبخ العجين ينبخ نبوخا : انتفخ واختمر ، وعجين أنبخان وأنبخاني : منتفخ مختمر ، وقيل : هو الفاسد الحامض . وأنبخ : عجن عجينا أنبخانيا ; وهو المسترخي ، وخبز أنبخانية كأنها كور الزنابير ، وقيل : خبزة أنبخانية ، وقيل : الأنبخان العجين النباخ ، يعني الفاسد الحامض . أبو مالك : ثريد أنبخاني إذا كان له بخار وسخونة ، وقال غيره : ثريد أنبخاني إذا سوي من الكعك والزيت فانتفخ حين صب عليه الماء واسترخى ، وفي حديث عبد الملك بن عمير : خبزة أنبخانية أي لينة هشة . يقال : نبخ العجين ينبخ إذا اختمر . وعجين أنبخان : لين مختمر ، وقيل : حامض ، والهمزة زائدة . والنبخ : ما نفط من اليد عن العمل ، فخرج عليه شبه قرح ممتلئ ماء ، فإذا تفقأ أو يبس مجلت اليد فصلبت على العمل ، وكذلك من الجدري ، وقيل : هو الجدري ، وقيل : هو جدري الغنم ، وقيل : النبخ الجدري وكل ما يتنفط ويمتلئ ماء ، قال كعب بن زهير :


                                                          تحطم عنها قيضها عن خراطم     وعن حدق كالنبخ لم تتفتق

                                                          يصف حدقة الرأل أو حدقة فرخ القطا ; الواحدة من كل ذلك نبخة ، قال ابن بري : البيت لزهير بن أبي سلمى يصف فراخ النعام وقد [ ص: 174 ] تحطم عنها بيضها وظهرت خراطمها وظهرت أعينها كالنبخ وهي غير مفتحة ، وقيل : النبخ ، بسكون الباء : الجدري ، والنبخ ، بفتح الباء : ما نفط من اليد عن العمل ، والنبخ : آثار النار في الجسد . والنبخة والنبخة : بردي يجعل بين كل لوحين من ألواح السفينة ; الفتح عن كراع . ابن الأعرابي : أنبخ الرجل إذا أكل النبخ ، وهو أصل البردي يؤكل في القحط ، ويقال للكبريتة التي تثقب بها النار : النبخة والنبخة والنبخة كالنكتة . وتراب أنبخ : أكدر اللون كثير . والنبخاء : الأكمة أو الأرض المرتفعة ، ومنه قول ابنة الخس حين قيل لها : ما أحسن شيء ؟ فقالت : غادية في إثر سارية في نبخاء قاوية ، وإنما اختارت النبخاء لأن المعروف أن النبات في الموضع المشرف أحسن . وقد قيل : في نفخاء رابية أي ليس فيها رمل ولا حجارة ، وسيأتي ذكره . وروى اللحياني : في ميثاء رابية ، والميثاء : الأرض السهلة اللينة . وأنبخ : زرع في أرض نبخاء ، وهي الرخوة ، والنبخاء من الأرض : المكان الرخو ، وليس من الرمل وهو من جلد الأرض ذي الحجارة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية