الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

                                                                                                                                                                                                        4216 حدثنا أبو نعيم سمع زهيرا عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون قال أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم [ ص: 21 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 21 ] قوله : ( باب قوله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم الآية كذا لأبي ذر ، وساق غيره إلى قوله : ( مستقيم ) والسفهاء جمع سفيه وهو خفيف العقل ، وأصله من قولهم ثوب سفيه أي خفيف النسج ، واختلف في المراد بالسفهاء فقال البراء في حديث الباب وابن عباس ومجاهد : هم اليهود ، وأخرج ذلك الطبري عنهم بأسانيد صحيحة ، وروي من طريق السدي قال : هم المنافقون ، والمراد بالسفهاء الكفار وأهل النفاق واليهود ، أما الكفار فقالوا لما حولت القبلة : رجع محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا فإنه علم أنا على الحق ، وأما أهل النفاق فقالوا : إن كان أولا على الحق فالذي انتقل إليه باطل وكذلك بالعكس ، وأما اليهود فقالوا : خالف قبلة الأنبياء ولو كان نبيا لما خالف ، فلما كثرت أقاويل هؤلاء السفهاء أنزلت هذه الآيات من قوله تعالى ما ننسخ من آية - إلى قوله تعالى - فلا تخشوهم واخشوني الآية .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ) تقدم الكلام عليه وعلى شرح الحديث في كتاب الإيمان .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية