الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن [ ص: 109 ] الله مع المتقين

                                                                                                                                                                                                يلونكم : يقربون منكم، والقتال واجب مع كافة الكفرة قريبهم وبعيدهم، ولكن الأقرب فالأقرب أوجب; ونظيره: وأنذر عشيرتك الأقربين [الشعراء: 214]، وقد حارب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قومه، ثم غيرهم من عرب الحجاز، ثم غزا الشام. وقيل: هم قريظة، والنضير، وفدك، وخيبر. وقيل: الروم، لأنهم كانوا يسكنون الشام، والشام أقرب إلى المدينة من العراق وغيره، وهكذا المفروض على أهل كل ناحية أن يقاتلوا من وليهم، ما لم يضطر إليهم أهل ناحية أخرى. وعن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه سئل عن قتال الديلم؟ فقال: عليك بالروم. وقرئ: "غلظة" بالحركات الثلاث، فالغلظة كالشدة، والغلظة كالضغطة، والغلظة كالسخطة، ونحوه، واغلظ عليهم [التحريم: 9]، ولا تهنوا [آل عمران : 139]، وهو يجمع الجرأة والصبر على القتال وشدة العداوة، والعنف في القتل والأسر، ومنه: ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله [النور: 2] . مع المتقين : ينصر من اتقاه فلم يترأف على عدوه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية