الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في قراءة الليل

                                                                                                          447 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا يحيى بن إسحق هو السالحيني حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر مررت بك وأنت تقرأ وأنت تخفض من صوتك فقال إني أسمعت من ناجيت قال ارفع قليلا وقال لعمر مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك قال إني أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان قال اخفض قليلا قال وفي الباب عن عائشة وأم هانئ وأنس وأم سلمة وابن عباس قال أبو عيسى هذا حديث غريب وإنما أسنده يحيى بن إسحق عن حماد بن سلمة وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت عن عبد الله بن رباح مرسلا [ ص: 433 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 433 ] قوله : ( أخبرنا يحيى بن أبي إسحاق ) البجلي أبو زكريا السيلحيني البغدادي . قال ابن سعد : كان ثقة حافظا كذا في الخلاصة . وقال الحافظ : صدوق .

                                                                                                          ( عن عبد الله بن رباح الأنصاري ) المدني أبي خالد سكن البصرة ثقة من الثالثة قتله الأزارقة .

                                                                                                          قوله : ( قال لأبي بكر مررت بك ) وفي رواية أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر يصلي يخفض من صوته ، ومر بعمر وهو يصلي رافعا صوته قال فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا أبا بكر ، مررت بك إلخ " وأنت تقرأ " جملة حالية " وأنت تخفض " ضد الرفع ( فقال : إني أسمعت من ناجيت ) جواب متضمن لعلة الخفض ، أي أنا أناجي ربي وهو يسمع لا يحتاج إلى رفع الصوت ( فقال إني أوقظ ) أي أنبه ( الوسنان ) أي النائم الذي ليس بمستغرق في نومه ( وأطرد الشيطان ) أي أبعده " قال ارفع قليلا " وفي رواية أبي داود ارفع من صوتك شيئا " قال اخفض قليلا " أي اخفض من صوتك شيئا كما في رواية أبي داود .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عائشة وأم هانئ وأنس وأم سلمة وابن عباس ) أما حديث عائشة فأخرجه الترمذي في هذا الباب . وأما حديث أم هانئ فأخرجه الحافظ محمد بن نصر في قيام الليل بلفظ : قالت : كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل وأنا على عريش أهلي . وأما حديث أنس فلينظر من أخرجه . وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وفيه : كان يصلي ، ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ، ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا . وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود بلفظ : قال : كانت قراءة النبي [ ص: 434 ] صلى الله عليه وسلم على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت . وفي قيام الليل لمحمد بن نصر : سئل ابن عباس عن جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة بالليل ، فقال : كان يقرأ في حجرته قراءة لو أراد حافظ أن يحفظها فعل .




                                                                                                          الخدمات العلمية