الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 185 ] نتر

                                                          نتر : النتر : الجذب بجفاء ، نتره ينتره نترا فانتتر . واستنتر الرجل من بوله : اجتذبه واستخرج بقيته من الذكر عند الاستنجاء . وفي الحديث : إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نترات يعني بعد البول ; هو الجذب بقوة . وفي الحديث : " أما أحدهما فكان لا يستنتر من بوله " . قال الشافعي في الرجل يستبرئ ذكره إذا بال : أن ينتره نترا مرة بعد أخرى كأنه يجتذبه اجتذابا . وفي النهاية : في الحديث : " إن أحدكم يعذب في قبره ، فيقال إنه لم يكن يستنتر عند بوله " ، قال : الاستنتار استفعال من النتر ; يريد الحرص عليه والاهتمام به ، وهو بعث على التطهر بالاستبراء من البول . ونتر الثوب نترا : شقه بأصابعه أو أضراسه . وطعن نتر : مبالغ فيه كأنه ينتر ما مر به في المطعون ، قال ابن سيده : وأراه وصف بالمصدر . ابن السكيت : يقال رمي سعر وضرب هبر وطعن نتر ، وهو مثل الخلس يختلسها الطاعن اختلاسا . ابن الأعرابي : النترة الطعنة النافذة . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - قال لأصحابه : اطعنوا النتر أي الخلس ، وهو من فعل الحذاق ، يقال : ضرب هبر وطعن نتر ، ويروى بالباء بدل التاء . والنتر ، بالتحريك : الفساد والضياع ، قال العجاج :


                                                          واعلم بأن ذا الجلال قد قدر في الكتب الأولى التي كان سطر


                                                          أمرك هذا ، فاجتنب منه النتر

                                                          والنتر : الضعف في الأمر والوهن ، والإنسان ينتر في مشيه نترا كأنه يجذب شيئا . ونتر في مشيته وانتتر : اعتمد . والنواتر : القسي المنقطعة الأوتار . وقوس ناترة : تقطع وترها لصلابتها ، قال الشماخ بن ضرار يصف حمارا أورد أتنه الماء فلما رويت ساقها سوقا عنيفا خوفا من صائد وغيره :


                                                          فجال بها من خيفة الموت والها     وبادرها الخلات أي مبادر
                                                          يزر القطا منها ، ويضرب وجهه     قطوف برجل ، كالقسي النواتر

                                                          قال ابن بري : والذي في شعره :


                                                          . . . . . يضرب وجهه     بمختلفات كالقسي النواتر

                                                          وقوله يزر : يعض . والقطا : جمع قطاة وهو موضع الردف . والخلات : جمع خل وهو الطريق في الرمل ، كلما عض الحمار أكفال الأتن نفحته بأرجلها . والقطوف من الدواب : البطيء السير ، يريد أن الأتن لما رويت من الماء وامتلأت بطونها منه بطؤ سيرها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية