الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ؛ يقال: " سفكت الدم؛ أسفكه؛ سفكا " ؛ إذا صببته؛ ورفع " لا تسفكون " ؛ على [ ص: 165 ] القسم؛ وعلى حذف " أن " ؛ كما وصفنا في قوله: " لا تعبدون " ؛ ومثل حذف " أن " ؛ قول طرفة :


                                                                                                                                                                                                                                        ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي



                                                                                                                                                                                                                                        وواحد " الدماء " : " دم يا هذا " ؛ مخفف؛ وأصله " دمي " ؛ في قول أكثر النحويين؛ ودليل من قال: إن أصله " دمي " ؛ قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        فلو أنا على حجر ذبحنا ...     جرى الدميان بالخبر اليقين



                                                                                                                                                                                                                                        وقال قوم: أصله: " دمي " ؛ إلا أنه لما حذف ورد إليه ما حذف منه؛ حركت الميم؛ لتدل الحركة على أنه استعمل محذوفا.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ؛ عطف على " لا تسفكون دماءكم " ؛ وقوله: ثم أقررتم ؛ أي: اعترفتم بأن هذا أخذ عليكم في العهد؛ وأخذ على آبائكم؛ وأنتم أيها الباقون المخاطبون تشهدون أن هذا حق.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية