الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما أخذ الأجرة على التعليم فجائز : ففي البخاري : إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله .

[ ص: 331 ] وقيل : إن تعين عليه لم يجز ، واختاره الحليمي .

وقيل : لا يجوز مطلقا ، وعليه أبو حنيفة لحديث أبي داود عن عبادة بن الصامت : أنه علم رجلا من أهل الصفة القرآن ، فأهدى له قوسا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن سرك أن تطوق بها طوقا من نار فاقبلها .

وأجاب من جوزه بأن في إسناده مقالا ، ولأنه تبرع بتعليمه ، فلم يستحق شيئا ، ثم أهدى إليه على سبيل العوض ، فلم يجز له الأخذ ، بخلاف من يعقد معه إجارة قبل التعليم .

وفي " البستان " لأبي الليث : التعليم على ثلاثة أوجه :

أحدها : للحسبة ، ولا يأخذ به عوضا .

والثاني : أن يعلم بالأجرة .

والثالث : أن يعلم بغير شرط ، فإذا أهدي إليه قبل .

فالأول مأجور وعليه عمل الأنبياء .

والثاني مختلف فيه : والأرجح الجواز .

والثالث يجوز إجماعا ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان معلما للخلق ، وكان يقبل الهدية .

فائدة رابعة : كان ابن بصحان إذا رد على القارئ شيئا فاته فلم يعرفه ، كتبه عليه عنده ، فإذا أكمل الختمة وطلب الإجازة ، سأله عن تلك المواضع ، فإن عرفها أجازه ، وإلا تركه يجمع ختمة أخرى .

فائدة أخرى : على مريد تحقيق القراءات وإحكام تلاوة الحروف : أن يحفظ كتابا كاملا يستحضر به اختلاف القراءة ، وتمييز الخلاف الواجب من الخلاف الجائز .

فائدة أخرى : قال ابن الصلاح في فتاويه : قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر ، فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك ، وأنها حريصة لذلك على استماعه من الإنس .

التالي السابق


الخدمات العلمية