الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              35 [ ص: 61 ] 25 - باب: قيام ليلة القدر من الإيمان

                                                                                                                                                                                                                              35 - حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". [37، 38، 1901، 2008، 2009، 2014 - مسلم: 760 - فتح: 1 \ 91]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثنا أبو اليمان أبنا شعيب نا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

                                                                                                                                                                                                                              الكلام عليه من وجوه:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها:

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث أخرجه البخاري في الصيام مطولا وأخرجه.

                                                                                                                                                                                                                              ثانيها: في التعريف برجاله:

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف ذكرهم.

                                                                                                                                                                                                                              ثالثها: في ألفاظه:

                                                                                                                                                                                                                              معنى قوله: ("إيمانا") أي: تصديقا بأنه حق فصدق بفضل صيامه وقيامه.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("احتسابا") أي: يريد به وجه الله تعالى بريئا من رياء وسمعة، فقد يفعل ما يعتقد صدقه لا مخلصا، بل رياء أو خوفا من قاهر أو من فوات منزلة ونحو ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 62 ] رابعها: في فوائده:

                                                                                                                                                                                                                              الأولى: الحث على قيام رمضان، سيأتي بسطه في بابه إن شاء الله.

                                                                                                                                                                                                                              الثانية: الحث على الإخلاص واحتساب الأعمال.

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة: وقع هنا فعل الشرط مضارعا والجواب ماضيا والنحاة يستضعفونه، ومنهم من منعه إلا في ضرورة الشعر وأجازوا عكسه كما في قوله تعالى: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم [هود: 15]، ومن أجاز الأولى احتج بهذا الحديث وشبهه، ومنه: قول عائشة في الصديق: متى يقم مقامك رق، وكذا جاء في بعض طرق الحديث.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية