الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4864 [ ص: 495 ] 60 - باب: البناء في السفر

                                                                                                                                                                                                                              5159 - حدثنا محمد بن سلام ، أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، عن حميد ، عن أنس قال : أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بين خيبر والمدينة ثلاثا يبنى عليه بصفية بنت حيي ، فدعوت المسلمين إلى وليمته ، فما كان فيها من خبز ولا لحم ، أمر بالأنطاع فألقي فيها من التمر والأقط والسمن ، فكانت وليمته ، فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين أو مما ملكت يمينه ؟ فقالوا : إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين ، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه فلما ارتحل وطى لها خلفه ، ومد الحجاب بينها وبين الناس . [انظر : 371 - مسلم: 1365 - فتح: 9 \ 224 ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أنس في بنائه - عليه السلام - بصفية ، وقد سلف في المغازي .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه من الفقه : جواز البناء في السفر كما ترجم ، وجواز بقاء المسافرين على العالم والسلطان اليومين والثلاثة ، وليس ذلك من الحابس ظلما لهم ، ولا قطعا بهم عن سفرهم ; لأن الثلاثة الأيام سفر ، وما زاد حضر ، فإن حبس الرئيس جنده أكثر من ثلاثة أيام في حاجة عرضت خشي عليه الحرج والإثم .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : أن البقاء مع الثيب عند البناء بها ثلاثة سنة مؤكدة في السفر والحضر ; من أجل حبس الشارع الجيش ثلاثة أيام ليأتي على الناس علم ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : جواز إبطال الأشغال ; لإجابة الدعوة وإقامة سنة النكاح ; لأنهم أبطلوا سفرهم لإقامة ابتناء الشارع ، وكذلك يلزم أهل المزوج وإخوانه عونه على النكاح وإن قطع ذلك بهم عن بعض أشغالهم .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : الحكم بالدليل .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية