الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نجز

                                                          نجز : نجز ونجز الكلام : انقطع . ونجز الوعد ينجز نجزا : حضر ، وقد يقال : نجز . قال ابن السكيت : كأن نجز فني وانقضى ، وكأن نجز قضى حاجته ، وقد أنجز الوعد ووعد ناجز ونجيز وأنجزته أنا ونجزت به . وإنجازكه : وفاؤك به . ونجز هو أي وفى به ، وهو مثل قولك حضرت المائدة . ونجز الحاجة وأنجزها : قضاها . وأنت على نجز حاجتك ونجزها ، بفتح النون وضمها ، أي على شرف من قضائها . واستنجز العدة والحاجة وتنجزه إياها : سأله إنجازها واستنجحها . قال سيبويه : وقالوا أبيعكه الساعة ناجزا بناجز أي معجلا ; انتصبت الصفة هنا كما انتصب الاسم في قولهم : بعت الشاء شاة بدرهم . والناجز : الحاضر . ومن أمثالهم : ناجزا بناجز كقولك : يدا بيد وعاجلا بعاجل ، وأنشد :


                                                          ركض الشموس ناجزا بناجز

                                                          وقال الشاعر :


                                                          وإذا تباشرك الهمو     م فإنه كال وناجز

                                                          وقال ابن الأعرابي في قولهم :

                                                          جزا الشموس ناجزا بناجز أي جزيت جزاء سوء فجزيت لك مثله ، وقال مرة : إنما ذلك إذا فعل شيئا ففعلت مثله لا يقدر أن يفوتك ولا يجوزك في كلام أو فعل . وفي الحديث : لا تبيعوا حاضرا بناجز . وفي حديث الصرف : " إلا ناجزا بناجز " ، أي حاضرا بحاضر . ولأنجزنك نجيزتك أي لأجزينك جزاءك . والمناجزة في القتال : المبارزة والمقاتلة ، وهو أن يتبارز الفارسان فيتمارسا حتى يقتل كل واحد منهما صاحبه أو يقتل أحدهما ، قال عبيد :


                                                          كالهندواني المهن ند     هزه القرن المناجز

                                                          وقال الشاعر :

                                                          ووقفت ، إذ جبن المشي يع موقف القرن المناجز قال : وهذا عروض مرفل من ضرب الكامل على أربعة أجزاء متفاعلن ، في آخره حرفان زائدان ، وهو مقيد لا يطلق . وتناجز القوم : تسافكوا دماءهم كأنهم أسرعوا في ذلك . وتنجز الشراب : ألح في شربه ; هذه عن أبي حنيفة . والتنجز : طلب شيء قد وعدته . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت لابن السائب : ثلاث تدعهن أو لأناجزنك ، أي لأقاتلنك وأخاصمنك . أبو عبيد : من أمثالهم : إذا أردت المحاجزة فقبل المناجزة ، يضرب لمن يطلب الصلح بعد القتال . ونجز ونجز الشيء : فني وذهب فهو ناجز ، قال النابغة الذبياني :


                                                          وكنت ربيعا لليتامى وعصمة

                                                          ، فملك أبي قابوس أضحى وقد نجز أبو قابوس : كنية للنعمان بن المنذر ، يقول : كنت لليتامى في إحسانك إليهم بمنزلة الربيع الذي به عيش الناس . والعصمة : ما يعتصم به الإنسان من الهلاك . وروى أبو عبيد هذا البيت نجز ، بفتح الجيم ، وقال : معناه فني وذهب ، وذكره الجوهري بكسر الجيم ، والأكثر على قول أبي عبيد ، ومعنى البيت : أي انقضى وقت الضحى لأنه مات في ذلك الوقت . ونجزت الحاجة إذا قضيت ، وإنجازكها : قضاؤها . ونجز حاجته ينجزها ، بالضم ، نجزا : قضاها ، ونجز الوعد . ويقال : أنجز حر ما وعد . ابن السكيت : نجز فني ، ونجز قضى حاجته . قال أبو المقدام السلمي : أنجز عليه وأوجز عليه وأجهز .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية