الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نجف

                                                          نجف : النجفة : أرض مستديرة مشرفة ، والجمع نجف ونجاف . الجوهري : النجف والنجفة ، بالتحريك ، مكان لا يعلوه الماء مستطيل منقاد . ابن سيده : النجف والنجاف شيء يكون في بطن الوادي شبيه بنجاف الغبيط جدا ، وليس بجد عريض ، له طول منقاد من بين معوج ومستقيم لا يعلوه الماء وقد يكون في بطن الأرض ، وقيل : النجاف شعاب الحرة التي يسكب فيها . يقال : أصابنا مطر أسال النجاف . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : أن حسان بن ثابت - رضي الله عنه - دخل عليها فأكرمته ونجفته أي رفعت منه . والنجفة : شبه التل ، ومنه حديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه - : أنه جلس على منجاف السفينة ، قيل : هو سكانها الذي تعدل به ; سمي به لارتفاعه . قال ابن الأثير : قال الخطابي : لم أسمع فيه شيئا أعتمده . ونجفة الكثيب : إبطه ، وهو آخره الذي تصفقه الرياح فتنجفه فيصير كأنه جرف منجوف ، وقال أبو حنيفة : يكون في أسافلها سهولة تنقاد في الأرض لها أودية تنصب إلى لين من الأرض ، وقال الليث : النجفة تكون في بطن الوادي شبه جدار ليس بعريض . ويقال لإبط الكثيب : نجفة الكثيب . ابن الأعرابي : النجفة المسناة ، والنجف التل . قال الأزهري : والنجفة التي بظهر الكوفة ، وهي كالمسناة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها . ابن الأعرابي : النجاف هو الدروند والنجران . وقال ابن شميل : النجاف الذي يقال له الدوارة ، وهو الذي يستقبل الباب من أعلى الأسكفة ، والنجاف العتبة وهي أسكفة الباب . وفي الحديث : " فيقول أي رب قدمني إلى باب الجنة فأكون تحت نجاف الجنة " ، قيل : هو أسكفة الباب ، وقال الأزهري : هو درونده ، يعني أعلاه . ابن الأعرابي : والنجاف أيضا شمال الشاة الذي يعلق على ضرعها . وقد أنجف الرجل إذا شد على شاته النجاف . والنجف : قشور الصليان . الفراء : نجاف الإنسان مدرعته . وقال الليث : نجاف التيس جلد يشد بين بطنه والقضيب فلا يقدر على السفاد ، يقال : تيس منجوف . الجوهري : نجاف التيس أن يربط قضيبه إلى رجله أو إلى ظهره ، وذلك إذا أكثر الضراب يمنع بذلك منه . وقال أبو الغوث : يعصب قضيبه فلا يقدر على السفاد . والنجاف : الباب والغار ونحوهما . وغار منجوف أي موسع . والمنجوف : المحفور من القبور عرضا غير مضروح ، قال أبو زبيد يرثي عثمان بن عفان - رضي الله عنه - :


                                                          يا لهف نفسي ، إن كان الذي زعموا حقا ! وماذا يرد اليوم تلهيفي ؟     إن كان مأوى وفود الناس راح به
                                                          رهط إلى جدث ، كالغار ، منجوف

                                                          وقيل : هو المحفور أي حفر كان . وقبر منجوف وغار منجوف : موسع . وإناء منجوف : واسع الأسفل . وقدح منجوف : واسع الجوف ، ورواه أبو عبيد منجوب ، بالباء ، قال ابن سيده : وهو خطأ إنما المنجوب المدبوغ بالنجب . ونجف السهم ينجفه نجفا : عرضه ، وكل ما عرض فقد نجف . والنجيف : النصل العريض . والنجيف من السهام : العريض النصل . وسهم نجيف : عريض ، قال أبو حنيفة : هو العريض الواسع الجرح ، والجمع نجف ، قال أبو كبير الهذلي :


                                                          نجف بذلت لها خوافي ناهض     حشر القوادم كاللفاع الأطحل

                                                          اللفاع : اللحاف ، قال ابن بري : وصواب إنشاده نجف لأن قبله :


                                                          بمعابل صلع الظبات ، كأنها     جمر بمسهكة يشب لمصطلي

                                                          قال : ورواه الأصمعي ومعابلا ، بالنصب ، وكذلك نجفا ، وقوله كاللفاع الأطحل أي كأن لون هذا النسر لون لحاف أسود . ونجف القدح ينجفه نجفا : براه . وانتجف الشيء : استخرجه . وانتجاف الشيء : استخراجه . يقال : انتجفت إذا استخرجت أقصى ما في الضرع من اللبن . وانتجفت الريح السحاب إذا استفرغته ، قال ابن بري : شاهده قول الشاعر يصف سحابا :


                                                          مرته الصبا ورفته الجنو     ب ، وانتجفته الشمال انتجافا

                                                          ابن سيده : النجاف : كساء يشد على بطن العتود لئلا ينزو ، وعتود [ ص: 201 ] منجوف . قال ابن سيده : ولا أعرف له فعلا . والنجف : الحلب الجيد حتى ينفض الضرع ، قال الراجز يصف ناقة غزيرة :


                                                          تصف أو ترمي على الصفوف     إذا أتاها الحالب النجوف

                                                          والمنجف : الزبيل ; عن اللحياني ، قال : ولا يقال منجفة . والنجفة : موضع بين البصرة والبحرين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية