الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نجل

                                                          نجل : النجل : النسل . المحكم : النجل الولد ، وقد نجل به أبوه ينجل نجلا ونجله أي ولده ، قال الأعشى :

                                                          أنجب أيام والداه به ، إذ نجلاه فنعم ما نجلا ! قال الفارسي : معنى والداه به كما تقول أنا بالله وبك . والناجل : الكريم النجل ، وأنشد البيت ، وقال : أنجب والداه به إذ نجلاه في زمانه ، والكلام مقدم ومؤخر . والانتجال : اختيار النجل ، قال :


                                                          وانتجلوا من خير فحل ينتجل

                                                          والنجل : الوالد أيضا ، ضد ; حكى ذلك أبو القاسم الزجاجي في نوادره . يقال : قبح الله ناجليه . وفي حديث الزهري : كان له كلب صائد يطلب لها الفحولة يطلب نجلها أي ولدها . والنجل : الرمي بالشيء ، وقد نجل به ونجله ، قال امرؤ القيس :


                                                          كأن الحصى من خلفها وأمامها     إذا أنجلته رجلها ، خذف أعسرا

                                                          وقد نجل الشيء أي رمى به . والناقة تنجل الحصى مناسمها نجلا أي ترمي به وتدفعه . ونجلت الرجل نجلة إذا ضربته بمقدم رجلك فتدحرج . يقال : من نجل الناس نجلوه أي من شارهم شاروه . وفي الحديث : من نجل الناس نجلوه أي من عاب الناس عابوه ومن سبهم سبوه وقطع أعراضهم بالشتم كما يقطع المنجل الحشيش ، وقد صحف هذا الحرف فقيل فيه : نحل فلان فلانا إذا سابه ، فهو ينحله يسابه ، وأنشد لطرفة :


                                                          فذر ذا ، وانحل النعمان قولا     كنحت الفأس ، ينجد أو يغور

                                                          قال الأزهري : قوله نحل فلان فلانا إذا سابه باطل وهو تصحيف لنجل فلان فلانا إذا قطعه بالغيبة ، قال الأزهري : قاله الليث بالحاء وهو تصحيف . والنجل والفرض معناهما القطع ، ومنه قيل للحديدة ذات الأسنان : منجل ، والمنجل ما يحصد به . وفي الحديث : وتتخذ السيوف مناجل ; أراد أن الناس يتركون الجهاد ويتشغلون بالحرث والزراعة ، والميم زائدة . والمنجل : المطرد ، قال مسعود بن وكيع :


                                                          قد حشها الليل بحاد منجل

                                                          أي مطرد ينجلها أي يسرع بها . والمنجل : الذي يقضب به العود من الشجر فينجل به أي يرمى به ، قال سيبويه : وهذا الضرب مما يعتمل به مكسور الأول ; كانت فيه الهاء أو لم تكن ، واستعاره بعض الشعراء لأسنان الإبل فقال :

                                                          إذا لم يكن إلا القتاد ، تنزعت مناجلها أصل القتاد المكالب ابن الأعرابي : النجل نقالو الجعو في السابل ، وهو محمل الطيانين ، إلى البناء . ونجل الشيء ينجله نجلا : شقه . والمنجول من الجلود : الذي يشق من عرقوبيه جميعا ثم يسلخ كما تسلخ الناس اليوم ، قال المخبل :


                                                          وأنكحتم رهوا كأن عجانها     مشق إهاب ، أوسع السلخ ناجله

                                                          يعني بالرهو هنا خليدة بنت الزبرقان ، ولها حديث مذكور في موضعه . وقد نجلت الإهاب وهو إهاب منجول ، اللحياني : المرجول والمنجول الذي يسلخ من رجليه إلى رأسه . أبو السميدع : المنجول الذي يشق من رجله إلى مذبحه ، والمرجول الذي يشق من رجله ثم يقلب إهابه . ونجله بالرمح ينجله نجلا : طعنه وأوسع شقه . وطعنة نجلاء أي واسعة بينة النجل . وسنان منجل : واسع الجرح . وطعنة نجلاء : واسعة . وبئر نجلاء المجم : واسعته ، أنشد ابن الأعرابي :


                                                          إن لها بئرا بشرقي العلم     واسعة الشقة ، نجلاء المجم

                                                          والنجل ، بالتحريك : سعة شق العين مع حسن ، نجل نجلا وهو أنجل ، والجمع نجل ونجال ، وعين نجلاء ، والأسد أنجل . وفي حديث الزبير : عينين نجلاوين ; عين نجلاء أي واسعة . وسنان منجل إذا كان يوسع خرق الطعنة ، وقال أبو النجم :


                                                          سنانها مثل القدامى منجل

                                                          ومزاد أنجل : واسع عريض . وليل أنجل : واسع طويل قد علا كل شيء وألبسه ، وليلة نجلاء . والنجل : الماء السائل . والنجل : الماء المستنقع ، والولد ، والنز ، والجمع الكثير من الناس ، والمحجة الواضحة ، وسلخ الجلد من قفاه . والنجل أيضا : إثارة أخفاف الإبل الكمأة وإظهارها . والنجل : السير الشديد والجماعة أيضا تجتمع في الخير . وروي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهي أوبأ أرض الله وكان واديها يجري نجلا ، أرادت أنه كان نزا وهو الماء القليل ، تعني وادي المدينة ، ويجمع على أنجال ، ومنه حديث الحارث بن كلدة : قال لعمر البلاد الوبئة ذات الأنجال والبعوض أي النزوز والبق . ويقال : استنجل الموضع أي كثر به النجل وهو الماء يظهر من الأرض . المحكم : النجل النز الذي يخرج من الأرض والوادي ، والجمع نجال . واستنجلت الأرض : كثرت فيها النجال . واستنجل النز : استخرجه . واستنجل الوادي إذا ظهر نزوزه . الأصمعي : النجل ماء يستنجل من الأرض أي يستخرج . أبو عمرو : النجل الجمع الكثير من الناس ، والنجل المحجة . ويقال للجمال إذا كان حاذقا : منجل ، قال لبيد :


                                                          بجسرة تنجل الظران ناجية     إذا توقد في الديمومة الظرر

                                                          أي تثيرها بخفها فترمي بها . والنجل : محو الصبي اللوح . يقال : نجل لوحه إذا محاه . وفحل ناجل : وهو الكريم الكثير النجل ، وأنشد :


                                                          فزوجوه ماجدا أعراقها     وانتجلوا من خير فحل ينتجل

                                                          وفرس ناجل إذا كان كريم النجل . أبو عمرو : التناجل تنازع الناس [ ص: 202 ] بينهم . وقد تناجل القوم بينهم إذا تنازعوا . وانتجل الأمر انتجالا إذا استبان ومضى . ونجلت الأرض نجلا : شققتها للزراعة . والإنجيل : كتاب عيسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - يؤنث ويذكر ; فمن أنث أراد الصحيفة ، ومن ذكر أراد الكتاب . وفي صفة الصحابة - رضي الله عنهم - : معه قوم صدورهم أناجيلهم ; هو جمع إنجيل ، وهو اسم كتاب الله المنزل على عيسى - عليه السلام - وهو اسم عبراني أو سرياني ، وقيل : هو عربي ; يريد أنهم يقرءون كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في صدورهم حفظا ، وكان أهل الكتاب إنما يقرءون كتبهم في الصحف ولا يكاد أحدهم يجمعها حفظا إلا القليل ، وفي رواية : وأناجيلهم في صدورهم أي أن كتبهم محفوظة فيها . والإنجيل : مثل الإكليل والإخريط ، وقيل اشتقاقه من النجل الذي هو الأصل ، يقال : هو كريم النجل أي الأصل والطبع ، وهو من الفعل إفعيل . وقرأ الحسن : وليحكم أهل الأنجيل ، بفتح الهمزة ، وليس هذا المثال من كلام العرب . قال الزجاج : وللقائل أن يقول هو اسم أعجمي فلا ينكر أن يقع بفتح الهمزة لأن كثيرا من الأمثلة العجمية يخالف الأمثلة العربية نحو : آجر وإبراهيم وهابيل وقابيل . والنجيل : ضرب من دق الحمض معروف ، والجمع نجل . قال أبو حنيفة : هو خير الحمض كله وألينه على السائمة . وأنجلوا دوابهم : أرسلوها في النجيل . والنواجل من الإبل : التي ترعى النجيل ، وهو الهرم من الحمض . ونجلت الأرض : اخضرت . والنجيل : ما تكسر من ورق الهرم ، وهو ضرب من الحمض ، قال أبو خراش يصف ماء آجنا :


                                                          يفجين بالأيدي على ظهر آجن     له عرمض مستأسد ونجيل

                                                          ابن الأعرابي : المنجل : السائق الحاذق ، والمنجل الذي يمحو ألواح الصبيان ، والمنجل الزرع الملتف المزدج ، والمنجل الرجل الكثير الأولاد ، والمنجل البعير الذي ينجل الكمأة بخفه . والصحصحان الأنجل : هو الواسع . ونجلت الشيء أي استخرجته . ومناجل : اسم موضع ، قال لبيد :


                                                          وجاد رهوى إلى مناجل فال     صحراء أمست نعاجه عصبا

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية