الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نحت

                                                          نحت : النحت : النشر والقشر . والنحت : نحت النجار الخشب . نحت الخشبة ونحوها ينحتها وينحتها نحتا ، فانتحتت . والنحاتة : ما نحت من الخشب . ونحت الجبل ينحته : قطعه ; وهو من ذلك . وفي التنزيل العزيز : وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين . والنحائت : آبار معروفة ، صفة غالبة لأنها نحتت أي قطعت ، قال زهير :


                                                          قفرا بمندفع النحائت ، من صفوا أولات الضال والسدر

                                                          ويروى : من ضفوى . ونحت السفر البعير والإنسان : نقصه ، وأرقه على التشبيه . وجمل نحيت : انتحتت مناسمه ، قال :

                                                          وهو من الأين حف نحيت والنحيتة : جذم شجرة ينحت ، فيجوف كهيئة الحب للنحل ، والجمع نحت . الجوهري : نحته ينحته ، بالكسر ، نحتا أي براه . والنحاتة : البراية . والمنحت : ما ينحت به . والنحيت : الدخيل في القوم ، قالت الخرنق أخت طرفة :


                                                          الضاربين لدى أعنتهم     والطاعنين ، وخيلهم تجري
                                                          الخالطين نحيتهم بنضارهم     وذوي الغنى منهم بذي
                                                          الفقر [ ص: 208 ] وهذا ثنائي ما بقيت لهم     فإذا هلكت ، أجنني قبري

                                                          ! قال ابن بري : صوابه والخالطين ، بالواو . والنضار : الخالص النسب . وأرادت بالبيت الثالث أنها قد قام عذرها في تركها الثناء عليهم إذا ماتت ; فهذا ما وضع فيه السبب موضع المسبب ، لأن المعنى : فإذا هلكت انقطع ثنائي ، وإنما قالت : أجنني قبري ; لأن موتها سبب انقطاع الثناء . ويروى بيت الاستشهاد لحاتم طيئ ، وهو البيت الثاني . والحافر النحيت : الذي ذهبت حروفه . والنحيتة : الطبيعة التي نحت عليها الإنسان أي قطع ، وقال اللحياني : هي الطبيعة والأصل . والكرم من نحته أي أصله الذي قطع منه . أبو زيد : إنه لكريم الطبيعة والنحيتة والغريزة ; بمعنى واحد . وقال اللحياني : الكرم من نحته ونحاسه ، وقد نحت على الكرم وطبع عليه . ونحته بلسانه ينحته وينحته نحتا : لامه وشتمه . والنحيت : الرديء من كل شيء . ونحته بالعصا ، ينحته نحتا : ضربه بها ، ونحت ينحت نحيتا : زحر . ونحت المرأة ينحتها : نكحها ، والأعرف لحتها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية