الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت

                                                                                                          450 حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة قال وفي الباب عن عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله وأبي سعيد وأبي هريرة وابن عمر وعائشة وعبد الله بن سعد وزيد بن خالد الجهني قال أبو عيسى حديث زيد بن ثابت حديث حسن وقد اختلف الناس في رواية هذا الحديث فروى موسى بن عقبة وإبراهيم بن أبي النضر عن أبي النضر مرفوعا ورواه مالك بن أنس عن أبي النضر ولم يرفعه وأوقفه بعضهم والحديث المرفوع أصح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ) الفزاري مولاهم أبو بكر المدني صدوق ربما وهم كذا في التقريب . قلت : هو من رجال الكتب الستة وثقه ابن معين وأحمد وغيرهما ( عن سالم أبي النضر ) هو سالم بن أبي أمية التيمي المدني ثقة ثبت وكان يرسل ، وهو من رجال الستة ( عن بسر بن سعيد ) بضم الموحدة وسكون السين المدني العابد مولى ابن الحضرمي ، ثقة جليل من الثانية مات سنة مائة قال مالك مات ولم يخلف كفنا .

                                                                                                          قوله . " أفضل صلاتكم " مبتدأ وخبره في بيوتكم ، وهذا عام لجميع النوافل والسنن إلا النوافل التي من شعار الإسلام كالعيد والكسوف والاستسقاء ( إلا المكتوبة ) أي المفروضة فإنها في المسجد أفضل ؛ لأن الجماعة تشرع لها فهي بمحلها أفضل .

                                                                                                          [ ص: 436 ] قوله : ( وفي الباب عن عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله وأبي سعيد وأبي هريرة وابن عمر وعائشة وعبد الله بن سعد وزيد بن خالد الجهني ) أما حديث عمر رضي الله عنه فأخرجه ابن ماجه بلفظ : قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أما صلاة الرجل في بيته فنور فنوروا بيوتكم ، وفيه انقطاع وأما حديث جابر رضي الله عنه فأخرجه مسلم بلفظ : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجد فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله عز وجل جاعل في بيته من صلاته خيرا . وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن ماجه مثل حديث جابر . قال العراقي : وإسناده صحيح ، وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم والنسائي مرفوعا : لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة . وأما حديث ابن عمر فأخرجه الشيخان وغيرهما وأخرجه الترمذي أيضا من هذا الباب . وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد بلفظ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها عليكم قبورا . وأما حديث عبد الله بن سعد فأخرجه ابن ماجه والترمذي في الشمائل ولفظه : قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أفضل الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد ؟ قال : ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد ، فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة . وأما حديث زيد بن خالد فأخرجه أحمد والبزار والطبراني مرفوعا : صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا . قاله العراقي إسناده صحيح .

                                                                                                          قوله : ( حديث زيد بن ثابت حديث حسن ) قال ابن تيمية في المنتقى بعد ذكر حديثه بلفظ : أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ، رواه الجماعة إلا ابن ماجه




                                                                                                          الخدمات العلمية