الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نحض

                                                          نحض : النحض : اللحم نفسه ، والقطعة الضخمة منه تسمى نحضة . والمنحوض والنحيض : الذي ذهب لحمه . وقيل : هما الكثيرا اللحم ، والأنثى بالهاء ، وكل بضعة لحم لا عظم فيها لفئة نحو : النحضة والهبرة والوذرة . قال ابن السكيت : النحيض من الأضداد يكون الكثير اللحم ويكون القليل اللحم كأنه نحض نحضا . وقد نحضا نحاضة : كثر لحمهما . ونحض لحمه ينحض نحوضا : نقص . قال الأزهري : ونحاضتهما كثرة لحمهما ، وهي منحوضة ونحيض . ونحض اللحم ينحضه وينحضه نحضا : قشره . ونحض العظم ينحضه نحضا وانتحضه : أخذ ما عليه من اللحم واعترقه . والنحض والنحضة : اللحم المكتنز كلحم الفخذ ، قال عبيد :

                                                          ثم أبري نحاضها فتراها ضامرا ، بعد بدنها ، كالهلال وقد نحض ، بالضم ، فهو نحيض أي اكتنز لحمه . وامرأة نحيضة ، ورجل نحيض : كثير اللحم . ونحض على ما لم يسم فاعله ، فهو منحوض أي ذهب لحمه ، وانتحض مثله . وفي حديث الزكاة : " فاعمد إلى شاة ممتلئة شحما ونحضا " ; النحض : اللحم ، وفي قصيد كعب :


                                                          عيرانة قذفت بالنحض عن عرض

                                                          أي رميت باللحم . ونحضت السنان والنصل ، فهو منحوض ونحيض إذا رققته وأحددته ، وأنشد :


                                                          كموقف الأشقر إن تقدما     باشر منحوض السنان لهذما

                                                          وقال امرؤ القيس يصف الخد ، وقال ابن بري : إن الجوهري قال يصف الجنب ، والصواب يصف الخد :


                                                          يباري شباة الرمح خد مذلق     كحد السنان الصلبي النحيض

                                                          ونحضت فلانا إذا تلححت عليه في السؤال حتى يكون ذلك السؤال كنحض اللحم عن العظم ، قال ابن بري : قال أبو زيد : نحض الرجل سأله ولامه ، وأنشد لسلامة بن عبادة الجعدي :


                                                          أعطي بلا من ولا تقارض     ولا سؤال مع نحض الناحض

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية