الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب الاقتصاد في الموعظة

                                                                                                                2821 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو معاوية ح وحدثنا ابن نمير واللفظ له حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال كنا جلوسا عند باب عبد الله ننتظره فمر بنا يزيد بن معاوية النخعي فقلنا أعلمه بمكاننا فدخل عليه فلم يلبث أن خرج علينا عبد الله فقال إني أخبر بمكانكم فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس ح وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي حدثنا ابن مسهر ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد نحوه وزاد منجاب في روايته عن ابن مسهر قال الأعمش وحدثني عمرو بن مرة عن شقيق عن عبد الله مثله [ ص: 297 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 297 ] قوله : ( ما يمنعني أن أخرج عليكم إلا كراهية أن أملكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا ) ( السآمة بالمد : الملل . وقوله : ( أملكم ) بضم الهمزة ، أي : أوقعكم في الملل وهو الضجر ، وأما الكراهية فبتخفيف الياء ، ومعنى ( يتخولنا ) : يتعاهدنا ، هذا هو المشهور في تفسيرها ، قال القاضي : وقيل : يصلحنا ، وقال ابن الأعرابي : معناه يتخذنا خولا ، وقيل ، يفاجئنا بها ، وقال أبو عبيد : يدللنا وقيل : يحبسنا كما يحبس الإنسان خوله ، وهو يتخولنا بالخاء المعجمة عند جميعهم إلا أبا عمرو فقال : هي بالمهملة أي يطلب حالاتهم وأوقات نشاطهم .

                                                                                                                وفي هذا الحديث الاقتصاد في الموعظة ، لئلا تملها القلوب فيفوت مقصودها .




                                                                                                                الخدمات العلمية