الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حكم لبس الثوب المصبوغ بالعصفر

وعن المعصفر، فلما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين، فقال: "إن هذه من ثياب الكفار، فلا تلبسهما".

وفي رواية: قلت: أغسلهما؟ قال: بل احرقهما" رواه مسلم.

وفي رواية عنه قال: مر رجل وعليه ثوبان أحمران، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرد عليه. رواه الترمذي، وأبو داود.

وفي حديث علي عند مسلم، قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب، وعن لباس المعصفر. وفي الباب أحاديث.

و "العصفر" يصبغ الثوب صبغا أحمر على هيئة مخصوصة.

فلا يعارضه ما ورد في لبس مطلق الأحمر، كما في الصحيحين من حديث البراء: رأيته - يعني: صلى الله عليه وسلم - في حلة حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه.

وفي الباب روايات يجمع بينها بأن الممنوع منه هو الأحمر الذي صبغ بالعصفر، والمباح هو الأحمر الذي لم يصبغ به.

وهذا أرجح الأقوال، وقواه الشوكاني - رحمه الله -.

وقد وهم من قال: إن الحلة الحمراء كانت مخططة، لا أحمر صرفا، فإن اللغة والآثار تخالفه، والبحث منقح في موضعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية