الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم لا خير أليم مؤلم موجع من الألم وهو في موضع مفعل

                                                                                                                                                                                                        4275 حدثنا حجاج بن منهال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف يمين صبر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة إلى آخر الآية قال فدخل الأشعث بن قيس وقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قلنا كذا وكذا قال في أنزلت كانت لي بئر في أرض ابن عم لي قال النبي صلى الله عليه وسلم بينتك أو يمينه فقلت إذا يحلف يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان [ ص: 61 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 61 ] 4275 قوله : باب إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم ، لا خير قال أبو عبيدة في قوله : ( من خلاق ) أي نصيب من خير .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أليم مؤلم موجع ، من الألم ، وهو في موضع مفعل ) هو كلام أبي عبيدة أيضا ، واستشهد بقول ذي الرمة "

                                                                                                                                                                                                        يصيبك وجهها وهج أليم

                                                                                                                                                                                                        " ثم ذكر حديث ابن مسعود " من حلف يمين صبر " وفيه قول الأشعث إن قوله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا : نزلت فيه وفي خصمه حين تحاكما في البئر ، وحديث عبد الله بن أبي أوفى أنها نزلت في رجل أقام سلعة في السوق فحلف لقد أعطى بها ما لم يعطه ، وقد تقدما جميعا في الشهادات ، وأنه لا منافاة بينهما ، ويحمل على أن النزول كان بالسببين جميعا ، ولفظ الآية أعم من ذلك ، ولهذا ، وقع في صدر حديث ابن مسعود ما يقتضي ذلك . وذكر الطبري من طريق عكرمة أن الآية نزلت في حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما أنزل الله في التوراة من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا وحلفوا أنه من عند الله ، وقص الكلبي في تفسيره في ذلك قصة طويلة وهي محتملة أيضا لكن المعتمد في ذلك ما ثبت في الصحيح .

                                                                                                                                                                                                        سنذكر ما يتعلق بحكم اليمين في كتاب الأيمان والنذور إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية