الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 328 ] قالوا : حديث يبطله الإجماع والكتاب

        احتجاب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

        قالوا : رويتم أن ابن أم مكتوم استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده امرأتان من أزواجه فأمرهما بالاحتجاب ، فقالتا : يا رسول الله إنه أعمى ، فقال : أفعمياوان أنتما ؟ !

        والناس مجمعون على أنه لا يحرم على النساء أن ينظرن إلى الرجال إذا استترن ، وقد كن يخرجن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد ويصلين مع الرجال ، وقلتم في تفسير قول الله - عز وجل - : ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ، إنه الكحل والخاتم .

        قال أبو محمد : ونحن نقول : إن الله - عز وجل - أمر أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالاحتجاب إذا أمرنا أن لا نكلمهن إلا من وراء حجاب فقال : وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب .

        وسواء دخل عليهن الأعمى والبصير من غير حجاب بينه وبينهن لأنهما جميعا يكونان عاصيين لله - عز وجل - ، ويكن أيضا عاصيات لله تعالى إذا أذن لهما في الدخول عليهن ، وهذه خاصة لأزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما خصصن بتحريم النكاح على جميع المسلمين .

        [ ص: 329 ] فإذا خرجن عن منازلهن لحج أو غير ذلك من الفروض أو الحوائج التي لا بد من الخروج لها زال فرض الحجاب ؛ لأنه لا يدخل عليهن حينئذ داخل فيجب أن يحتجبن منه إذا كن في السفر بارزات ، وكان الفرض إنما وقع في المنازل التي هن بها نازلات .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية