الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نسب

                                                          نسب : النسب : نسب القرابات ، وهو واحد الأنساب . ابن سيده : النسبة والنسبة والنسب : القرابة ، وقيل : هو في الآباء خاصة ، وقيل : النسبة مصدر الانتساب ، والنسبة : الاسم . التهذيب : النسب يكون بالآباء ، ويكون إلى البلاد ، ويكون في الصناعة ، وقد اضطر الشاعر فأسكن السين أنشد ابن الأعرابي :


                                                          يا عمرو ، يا ابن الأكرمين نسبا قد نحب المجد عليك نحبا

                                                          النحب هنا : النذر ، والمراهنة ، والمخاطرة أي لا يزايلك ، فهو لا يقضي ذلك النذر أبدا ، وجمع النسب أنساب . وانتسب واستنسب : ذكر نسبه . أبو زيد : يقال للرجل إذا سئل عن نسبه : استنسب لنا أي انتسب لنا حتى نعرفك . ونسبه ينسبه وينسبه نسبا : عزاه . ونسبه : سأله أن ينتسب . ونسبت فلانا إلى أبيه أنسبه وأنسبه نسبا إذا رفعت في نسبه إلى جده الأكبر . الجوهري : نسبت الرجل أنسبه ، بالضم ، نسبة ونسبا إذا ذكرت نسبه ، وانتسب إلى أبيه أي اعتزى . وفي الخبر : أنها نسبتنا ، فانتسبنا لها ; رواه ابن الأعرابي . وناسبه : شركه في نسبه . والنسيب : المناسب ، والجمع نسباء وأنسباء ، وفلان يناسب فلانا ، فهو نسيبه أي قريبه . وتنسب أي ادعى أنه نسيبك . وفي المثل : القريب من تقرب ، لا من تنسب . ورجل نسيب منسوب : ذو حسب ونسب . ويقال : فلان نسيبي ، وهم أنسبائي . والنساب : العالم بالنسب ، وجمعه نسابون ، وهو النسابة ; أدخلوا الهاء للمبالغة والمدح ، ولم تلحق لتأنيث الموصوف بما هي فيه ، وإنما لحقت لإعلام السامع أن هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية ، فجعل تأنيث الصفة أمارة لما أريد من تأنيث الغاية والمبالغة ، وهذا القول مستقصى في علامة ، وتقول : عندي ثلاثة نسابات علامات ; تريد ثلاثة رجال ، ثم جئت بنسابات نعتا لهم . وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : وكان رجلا نسابة ، النسابة : البليغ العالم بالأنساب . وتقول : ليس بينهما مناسبة أي مشاكلة . ونسب بالنساء ، ينسب ، وينسب نسبا ونسيبا ، ومنسبة : شبب بهن في الشعر وتغزل . وهذا الشعر أنسب من هذا أي أرق نسيبا ، وكأنهم قد قالوا : نسيب ناسب ، على المبالغة ; فبني هذا منه . وقال شمر : النسيب رقيق الشعر في النساء ، وأنشد :

                                                          هل في التعلل من أسماء من حوب ، أم في القريض وإهداء المناسيب ؟ وأنسبت الريح : اشتدت ، واستافت التراب والحصى .

                                                          والنيسب والنيسبان : الطريق المستقيم الواضح ، وقيل : هو الطريق المستدق ، كطريق النمل والحية ، وطريق حمر الوحش إلى مواردها ، وأنشد الفراء لدكين :


                                                          عينا ترى الناس إليه نيسبا     من صادر أو وارد ، أيدي سبا

                                                          قال ، وبعضهم يقول : نيسم ، بالميم ، وهي لغة . الجوهري : النيسب الذي تراه كالطريق من النمل نفسها ، وهو فيعل ، وقال دكين بن رجاء الفقيمي :

                                                          عينا ترى الناس إليها نيسبا قال ابن بري والذي في رجزه :


                                                          ملكا ، ترى الناس إليه نيسبا     من داخل وخارج ، أيدي سبا

                                                          ويروى من صادر أو وارد . وقيل : النيسب ما وجد من أثر الطريق . ابن سيده : والنيسب طريق النمل إذا جاء واحد في إثر آخر . وفي النوادر : نيسب فلان بين فلان وفلان نيسبة إذا أدبر وأقبل بينهما بالنميمة وغيرها . ونسيب : اسم رجل ; عن ابن الأعرابي وحده .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية