الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نسر

                                                          نسر : نسر الشيء : كشطه . والنسر : طائر معروف ، وجمعه أنسر في العدد القليل ، ونسور في الكثير ، زعم أبو حنيفة أنه من العتاق ، قال ابن سيده : ولا أدري كيف ذلك . ابن الأعرابي : من أسماء العقاب النسارية شبهت بالنسر ، الجوهري : يقال النسر لا مخلب له ، وإنما له الظفر كظفر الدجاجة والغراب والرخمة . وفي النجوم : النسر الطائر ، والنسر الواقع . ابن سيده : والنسران كوكبان في السماء معروفان على التشبيه بالنسر الطائر ، يقال لكل واحد منهما نسر أو النسر ، ويصفونهما فيقولون : النسر الواقع والنسر الطائر . واستنسر البغاث : صار نسرا ، وفي الصحاح : صار كالنسر . وفي المثل : إن البغاث بأرضنا يستنسر أي أن الضعيف يصير قويا . والنسر : نتف اللحم بالمنقار . والنسر : نتف البازي اللحم بمنسره . ونسر الطائر اللحم ينسره نسرا : نتفه . والمنسر والمنسر : منقاره الذي يستنسر به . ومنقار البازي ونحوه : منسره . أبو زيد : منسر الطائر [ ص: 244 ] منقاره بكسر الميم لا غير . يقال : نسره بمنسره نسرا . الجوهري : والمنسر ، بكسر الميم ، لسباع الطير بمنزلة المنقار لغيرها . والمنسر أيضا : قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكبير ، والميم زائدة ، قال لبيد يرثي قتلى هوازن :


                                                          سما لهم ابن الجعد حتى أصابهم بذي لجب ، كالطود ، ليس بمنسر

                                                          والمنسر ، مثال المجلس : لغة فيه . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : كلما أظل عليكم منسر من مناسر أهل الشأم أغلق كل رجل منكم بابه . ابن سيده : والمنسر والمنسر من الخيل ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وقيل : ما بين الثلاثين إلى الأربعين ، وقيل : ما بين الأربعين إلى الخمسين ، وقيل : ما بين الأربعين إلى الستين ، وقيل : ما بين المائة إلى المائتين . والنسر : لحمة صلبة في باطن الحافر كأنها حصاة أو نواة ، وقيل : هو ما ارتفع في باطن حافر الفرس من أعلاه ، وقيل : هو باطن الحافر ، والجمع نسور ، قال الأعشى :


                                                          سواهم جذعانها كالجلا     م ، قد أقرح القود منها النسورا

                                                          ويروى :

                                                          قد أقرح منها القياد النسورا التهذيب : ونسر الحافر لحمه تشبهه الشعراء بالنوى قد أقتمها الحافر ، وجمعه النسور ، قال سلمة بن الخرشب :


                                                          عدوت بها تدافعني سبوح     فراش نسورها عجم جريم

                                                          قال أبو سعيد : أراد بفراش نسورها حدها ، وفراشة كل شيء : حده ; فأراد أن ما تقشر من نسورها مثل العجم وهو النوى . وقال : والنسور الشواخص اللواتي في بطن الحافر ، شبهت بالنوى لصلابتها وأنها لا تمس الأرض . وتنسر الحبل وانتسر طرفه ونسره هو نسرا ونسره : نشره . وتنسر الجرح : تنقض وانتشرت مدته ، قال الأخطل :


                                                          يختلهن بحد أسمر ناهل     مثل السنان جراحه تتنسر

                                                          والناسور : الغاذ . التهذيب : الناسور ، بالسين والصاد ، عرق غبر ، وهو عرق في باطنه فساد فكلما بدا أعلاه رجع غبرا فاسدا . ويقال : أصابه غبر في عرقه ، وأنشد :


                                                          فهو لا يبرأ ما في صدره     مثل ما لا يبرأ العرق الغبر

                                                          وقيل : الناسور العرق الغبر الذي لا ينقطع . الصحاح : الناسور ، بالسن والصاد ، جميعا علة تحدث في مآقي العين يسقي فلا ينقطع ، قال : وقد يحدث أيضا في حوالي المقعدة وفي اللثة ، وهو معرب . والنسرين : ضرب من الرياحين ، قال الأزهري : لا أدري أعرابي أم لا . والنسار : موضع ، وهو بكسر النون ، قيل : هو ماء لبني عامر ، ومنه يوم النسار لبني أسد وذبيان على جشم بن معاوية ، قال بشر بن أبي خازم :


                                                          فلما رأونا بالنسار ، كأننا     نشاص الثريا هيجته جنوبها

                                                          ونسر وناسر : اسمان . ونسر والنسر ; كلاهما : اسم لصنم . وفي التنزيل العزيز : ولا يغوث ويعوق ونسرا ، وقال عبد الحق :


                                                          أما ودماء لا تزال كأنها على     قنة العزى وبالنسر عندما

                                                          الصحاح : نسر صنم كان لذي الكلاع بأرض حمير وكان يغوث لمذحج ويعوق لهمدان من أصنام قوم نوح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - ، وفي شعر العباس يمدح سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :


                                                          بل نطفة تركب السفين     وقد ألجم نسرا وأهله الغرق

                                                          قال ابن الأثير : يريد الصنم الذي كان يعبده قوم نوح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية