الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نسل

                                                          نسل : النسل : الخلق . والنسل : الولد والذرية ، والجمع أنسال ، وكذلك النسيلة . وقد نسل ينسل نسلا وأنسل وتناسلوا : أنسل بعضهم بعضا . وتناسل بنو فلان إذا كثر أولادهم . وتناسلوا أي ولد بعضهم من بعض ، ونسلت الناقة بولد كثير تنسل ، بالضم . قال ابن بري : يقال نسل الوالد ولده نسلا ، وأنسل لغة فيه ، قال : وفي الأفعال لابن القطاع : ونسلت الناقة بولد كثير الوبر أسقطته . وفي حديث وفد عبد القيس : إنما كانت عندنا حصبة تعلفها الإبل فنسلناها أي استثمرناها وأخذنا نسلها ، قال : وهو على حذف الجار أي نسلنا بها أو منها نحو أمرتك الخير أي بالخير ، قال : وإن شدد كان مثل ولدناها . يقال : نسل الولد ينسل وينسل ونسلت الناقة وأنسلت نسلا كثيرا . والنسولة : التي تقتنى للنسل . وقال اللحياني : هو أنسلهم أي أبعدهم من الجد الأكبر . ونسل الصوف والشعر والريش ينسل نسولا وأنسل : سقط وتقطع ، وقيل : سقط ثم نبت ، ونسله هو نسلا . وفي التهذيب : وأنسله الطائر وأنسل البعير وبره . أبو زيد : أنسل ريش الطائر إذا سقط ، قال : ونسلته أنا نسلا ، واسم ما سقط منه النسيل والنسال ، بالضم ; واحدته نسيلة ونسالة . ويقال : أنسلت الناقة وبرها إذا ألقته تنسله ، وقد نسلت بولد كثير تنسل . ونسال الطير : ما سقط من ريشها ، وهو النسالة . ويقال : نسل الطائر ريشه ينسل وينسل نسلا . ونسل الوبر وريش الطائر بنفسه ، يتعدى ولا يتعدى ، وكذلك أنسل الطائر ريشه وأنسل ريش الطائر ، يتعدى ولا يتعدى . وأنسلت الإبل إذا حان لها أن تنسل وبرها . ونسل الثوب عن الرجل : سقط . أبو زيد : النسولة من الغنم ما يتخذ نسلها . ويقال : ما لبني فلان نسولة أي ما يطلب نسله من ذوات الأربع . وأنسل الصليان أطرافه : أبرزها ثم ألقاها . والنسال : سنبل الحلي إذا يبس وطار ; عن أبي حنيفة ، وقول أبي ذؤيب :


                                                          أعاشني بعدك واد مبقل آكل من حوذانه وأنسل



                                                          ويروى : وأنسل ، فمن رواه وأنسل فمعناه سمنت حتى سقط عني الشعر ، ومن رواه أنسل فمعناه تنسل إبلي وغنمي . والنسيلة : الذبالة ، وهي الفتيلة في بعض اللغات . ونسل الماشي ينسل وينسل نسلا ونسلا ونسلانا : أسرع ، قال :


                                                          عسلان الذئب أمسى قاربا     برد الليل عليه فنسل



                                                          وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          عس أمام القوم دائم النسل

                                                          وقيل : أصل النسلان للذئب ثم استعمل في غير ذلك . وأنسلت القوم إذا تقدمتهم ، وأنشد ابن بري لعدي بن زيد :


                                                          أنسل الدرعان غرب خذم     وعلا الربرب أزم لم يدن



                                                          وفي التنزيل العزيز : فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ، قال أبو إسحاق : يخرجون بسرعة . وقال الليث : النسلان مشية الذئب إذا أسرع . وقد نسل في العدو ينسل وينسل نسلا ونسلانا أي أسرع . وفي الحديث : أنهم شكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضعف فقال: " عليكم بالنسل " ، قال ابن الأعرابي : بسط وهو الإسراع في المشي ، وفي حديث آخر : أنهم شكوا إليه الإعياء فقال : " عليكم بالنسلان " ، وقيل : فأمرهم أن ينسلوا أي يسرعوا في المشي . وفي حديث لقمان : وإذا سعى القوم نسل أي إذا عدوا لغارة أو مخافة أسرع هو ، قال : والنسلان دون السعي . والنسل ، بالتحريك : اللبن يخرج بنفسه من الإحليل . والنسيل : العسل إذا ذاب وفارق الشمع . المحكم : والنسيل والنسيلة جميعا العسل ; عن أبي حنيفة . ويقال للبن الذي يسيل من أخضر التين النسل ، بالنون ; ذكره أبو منصور في أثناء كلامه على نلس واعتذر عنه أنه أغفله في بابه فأثبته في هذا المكان . ابن الأعرابي : يقال فلان ينسل الوديقة ويحمي الحقيقة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية