الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نشق

                                                          نشق : النشق : صب سعوط في الأنف . ابن سيده : النشوق سعوط يجعل أو يصب في المنخرين ، تقول : أنشقته إنشاقا . وفي الحديث : إن للشيطان نشوقا ولعوقا ودساما ، يعني أن له وساوس مهما وجدت منفذا دخلت فيه . وأنشقته الدواء في أنفه : صببته فيه . الليث : النشوق اسم لكل دواء ينشق ، وأنشد ابن بري للأغلب :


                                                          وافتر صابا ونشوقا مالحا



                                                          وفي الحديث : أنه كان يستنشق في وضوئه ثلاثا في كل مرة يستنثر أي يبلغ الماء خياشيمه وهو من استنشاق الريح إذا شممتها مع قوة ، وقيل : أنشقه الشيء فانتشق وتنشق . وانتشق الماء في أنفه واستنشقه : صبه فيه . واستنشقت الريح : شممتها . واستنشقت الماء وغيره إذا أدخلته في الأنف . والنشاق : الريح الطيبة ، وقد نشقها نشقا ونشقا وانتشق وتنشق . أبو زيد : نشقت من الرجل ريحا طيبة أنشق نشقا أي شممت ونشيت أنشى نشوة مثله . وقال أبو حنيفة : إن كان المشموم مما تدخله أنفك ، قلت تنشقته واستنشقته . وأنشقه القطنة المحرقة إذا أدناها إلى أنفه ليدخل ريحها خياشيمه . ورائحة مكروهة النشق أي الشم ، وأنشد لرؤبة :


                                                          حرا من الخردل مكروه النشق



                                                          والنشقة : الحلقة تشد بها الغنم . وقيل : النشقة ، بالضم : الربقة التي تجعل في أعناق البهم . ويقال لحلق الربق نشق وقد أنشقته في الحبل أي أنشبته ، وأنشد :


                                                          نزو القطا أنشقهن المحتبل



                                                          وقال آخر :


                                                          مناتين أبرام كأن أكفهم     أكف ضباب أنشقت في الحبائل



                                                          ابن الأعرابي : أنشق الصائد إذا علقت النشقة بعنق الغزال في الكصيصة ، ويقول الصائد لشريكه : لي النشاقى ولك العلاقى ، فالنشاقى : ما وقعت النشقة في الحلق وهي الشربة ، قال : والعلاقى ما تعلق بالرجل . ونشق الصيد في الحبالة نشقا : نشب وعلق فيها ، وكذلك فراشة القفل . اللحياني : يقال نشب في حبله ونشق وعلق وارتبق ، كل ذلك بمعنى واحد . ابن سيده : وحكى اللحياني نشق فلان في حبالي نشب . وفي الحديث : أنه شكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كثرة الغيث ، وكان فيما قيل له : ونشق المسافر ، أي نشب فلم يطق على البراح من كثرة المطر . ورجل نشق إذا كان ممن يدخل في أمور لا يكاد يتخلص منها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية