الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الموفية خمسين : قوله تعالى : { فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه } : في التيمم ، فأدخل الباء فيه ، كما أدخلها في قوله تعالى : { برءوسكم } ; وهو مستغنى عنه ، ليبين وجوب الممسوح به ; وأكده بعد ذلك بقوله : { منه } وقد كان مستغنى عنه ، ولكنه تأكيد للبيان . [ ص: 80 ]

                                                                                                                                                                                                              وزعم الشافعية أن قوله { منه } إنما جاء ليبين وجوب نقل التراب إلى الوجه واليدين في التيمم ; وذلك يقتضي أن يكون التيمم على التراب لا على الحجارة . وقال علماؤنا : إنما أفادت { منه } وجوب ضرب الأرض باليدين ، فلولا ذلك وتركنا ظاهر القرآن لجازت الإشارة إلى الصعيد وضرب الوجه واليدين بعد الإشارة باليدين إلى الأرض ، ولكنه أكد بقوله { منه } ليكون الابتداء بوضع اليدين على الأرض تعبدا ، ثم ضرب الوجه واليدين بعد ذلك بهما ، وقد بينا ذلك في سورة النساء ، وقررنا أن الصعيد وجه الأرض كيفما كان .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الحادية والخمسون : فإن قيل : فبينوا لنا بقية الآية .

                                                                                                                                                                                                              قلنا : أما قوله : { وإن كنتم جنبا فاطهروا } وحكم المرض والسفر والمجيء من الغائط ولمس النساء وعدم الماء والتيمم بالصعيد الطيب ، فقد تقدم ذكره في سورة النساء ، فلا وجه لإعادته ، والقول فيها واحد ، وإن كانت اثنتين فلينظر فيهما فينتظم المعنى بهما .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية