الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نصص

                                                          نصص : النص : رفعك الشيء . نص الحديث ينصه نصا : رفعه . وكل ما أظهر فقد نص . وقال عمرو بن دينار : ما رأيت رجلا أنص للحديث من الزهري ، أي أرفع له وأسند . يقال : نص الحديث إلى فلان أي رفعه ، وكذلك نصصته إليه . ونصت الظبية جيدها : رفعته . ووضع على المنصة أي على غاية الفضيحة والشهرة والظهور . والمنصة : ما تظهر عليه العروس لترى ، وقد نصها وانتصت هي والماشطة تنص العروس فتقعدها على المنصة ، وهي تنتص عليها لترى من بين النساء . وفي حديث عبد الله بن زمعة : أنه تزوج بنت السائب فلما نصت لتهدى إليها طلقها ، أي أقعدت على المنصة وهي بالكسر سرير العروس ، وقيل : هي بفتح الميم الحجلة عليها من قولهم نصصت المتاع إذا جعلت بعضه على بعض . وكل شيء أظهرته فقد نصصته . والمنصة : الثياب المرفعة ، والفرش الموطأة . ونص المتاع نصا : جعل بعضه على بعض . ونص الدابة ينصها نصا : رفعها في السير وكذلك الناقة . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين دفع من عرفات سار العنق فإذا وجد فجوة نص . أي رفع ناقته في السير وقد نصصت ناقتي : رفعتها في السير ، وسير نص ونصيص . وفي الحديث : أن أم سلمة قالت ل عائشة رضي الله عنهما : ما كنت قائلة لو أن رسول الله عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصك من منهل إلى آخر ؟ أي رافعة لها في السير . قال أبو عبيد : النص التحريك حتى تستخرج من الناقة أقصى سيرها وأنشد :


                                                          وتقطع الخرق بسير نص



                                                          والنص والنصيص : السير الشديد والحث ولهذا قيل : نصصت الشيء رفعته ومنه منصة العروس . وأصل النص أقصى الشيء وغايته ، ثم سمي به ضرب من السير سريع . ابن الأعرابي : النص الإسناد إلى الرئيس الأكبر والنص التوقيف والنص التعيين على شيء ما ونص الأمر شدته ، قال أيوب بن عباثة :


                                                          ولا يستوي عند نص الأمور     باذل معروفه والبخيل



                                                          ونص الرجل نصا إذا سأله عن شيء حتى يستقصي ما عنده . ونص كل شيء : منتهاه . وفي الحديث عن علي رضي الله عنه قال : إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى ، يعني إذا بلغت غاية الصغر إلى أن تدخل في الكبر فالعصبة أولى بها من الأم ، يريد بذلك الإدراك والغاية . قال الأزهري : النص أصله منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها ، ومنه قيل : نصصت الرجل إذا استقصيت مسألته عن الشيء حتى تستخرج كل ما عنده ، وكذلك النص في السير إنما هو أقصى ما تقدر عليه الدابة ، قال : فنص الحقاق إنما هو الإدراك وقال المبرد : نص الحقاق منتهى بلوغ العقل ، أي إذا بلغت من سنها المبلغ الذي يصلح أن تحاقق وتخاصم عن نفسها وهو الحقاق فعصبتها أولى بها من أمها . ويقال : نصنصت الشيء حركته . وفي حديث أبي بكر حين دخل عليه عمر رضي الله عنهما وهو ينصنص لسانه ويقول : هذا أوردني الموارد ، قال أبو عبيد : هو بالصاد لا غير ، قال : وفيه لغة أخرى ليست في الحديث نضنضت بالضاد . وروي عن كعب أنه قال : يقول الجبار : احذروني فإني لا أناص عبدا إلا عذبته . أي لا أستقصي عليه في السؤال والحساب وهي مفاعلة منه إلا عذبته . ونصص الرجل غريمه إذا استقصى عليه . وفي حديث هرقل : ينصهم أي يستخرج رأيهم ويظهره ، ومنه قول الفقهاء : نص القرآن ونص السنة ، أي ما دل ظاهر لفظهما عليه من الأحكام . شمر : النصنصة والنضنضة الحركة . وكل شيء قلقلته فقد نصنصته . والنصة : ما أقبل على الجبهة من الشعر ، والجمع نصص ونصاص . ونص الشيء : حركه . ونصنص لسانه : حركه كنضنضه غير أن الصاد فيه أصل وليست بدلا من ضاد نضنضه كما زعم قوم ; لأنهما ليستا أختين فتبدل إحداهما من صاحبتها . والنصنصة : تحرك البعير إذا نهض من الأرض . ونصنص البعير : فحص بصدره في الأرض ليبرك . الليث : النصنصة إثبات البعير ركبتيه في الأرض وتحركه إذا هم بالنهوض . ونصنص البعير : مثل حصحص . ونصنص الرجل في مشيه : اهتز منتصبا . وانتص الشيء وانتصب إذا استوى واستقام

                                                          قال الراجز :


                                                          فبات منتصا وما تكردسا



                                                          وروى أبو تراب عن بعض الأعراب : كان حصيص القوم ونصيصهم [ ص: 272 ] وبصيصهم كذا وكذا أي عددهم بالحاء والنون والباء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية