الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نصل

                                                          نصل : التهذيب : النصل نصل السهم ونصل السيف والسكين والرمح ، ونصل البهمى من النبات ونحوها إذا خرجت نصالها . المحكم : النصل حديدة السهم والرمح ، وهو حديدة السيف ما لم يكن لها مقبض حكاها ابن جني . قال : فإذا كان لها مقبض فهو سيف ، ولذلك أضاف الشاعر النصل إلى السيف فقال :


                                                          قد علمت جارية عطبول أني بنصل السيف خنشليل



                                                          ونصل السيف : حديده . وقال أبو حنيفة : قال أبو زياد : النصل كل حديدة من حدائد السهام والجمع أنصل ونصول ونصال . والنصلان : النصل والزج ، قال أعشى باهلة :


                                                          عشنا بذلك دهرا ثم فارقنا     كذلك الرمح ذو النصلين ينكسر



                                                          وقد سمي الزج وحده نصلا . ابن شميل : النصل السهم العريض [ ص: 275 ] الطويل يكون قريبا من فتر والمشقص على النصف من النصل ، قال : والسهم نفس النصل فلو التقطت نصلا لقلت ما هذا السهم معك ؟ ولو التقطت قدحا لم أقل ما هذا السهم معك . وأنصل السهم ونصله : جعل فيه النصل ، وقيل : أنصله أزال عنه النصل ، ونصله ركب فيه النصل ، ونصل السهم فيه ثبت فلم يخرج ، ونصلته أنا ، ونصل خرج فهو من الأضداد ، وأنصله هو . وكل ما أخرجته فقد أنصلته . ابن الأعرابي : أنصلت الرمح ونصلته جعلت له نصلا ، وأنصلته نزعت نصله . وفي حديث أبي سفيان : فامرط قذذ السهم وانتصل . أي سقط نصله . ويقال : أنصلت السهم فانتصل أي خرج نصله . وفي حديث أبي موسى : وإن كان لرمحك سنان فأنصله أي انزعه . ويقال : سهم ناصل إذا خرج منه نصله ، ومنه قولهم : ما بللت من فلان بأفوق ناصل أي ما ظفرت منه بسهم انكسر فوقه وسقط نصله . وسهم ناصل : ذو نصل ، جاء بمعنيين متضادين . الجوهري : ونصل السهم إذا خرج منه النصل ، ومنه قولهم : رماه بأفوق ناصل ، قال ابن بري : ومنه قول أبي ذؤيب :


                                                          فحط عليها والضلوع كأنها     من الخوف أمثال السهام النواصل



                                                          وقال رزين بن لعط :


                                                          ألا هل أتى قصوى الأحابيش أننا     رددنا بني كعب بأفوق ناصل



                                                          وفي حديث علي كرم الله وجهه : ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل أي بسهم منكسر الفوق لا نصل فيه . ويقال أيضا : نصل السهم إذا ثبت نصله في الشيء فلم يخرج ، وهو من الأضداد . ونصلت السهم تنصيلا : نزعت نصله . وهو كقولهم قردت البعير وقذيت العين إذا نزعت منها القراد والقذى ، وكذلك إذا ركبت عليه النصل فهو من الأضداد ، وكان يقال لرجب : منصل الألة ومنصل الإلال ومنصل الأل ; لأنهم كانوا ينزعون فيه أسنة الرماح ، وفي الحديث : كانوا يسمون رجبا منصل الأسنة أي مخرج الأسنة من أماكنها كانوا إذا دخل رجب نزعوا أسنة الرماح ونصال السهام إبطالا للقتال فيه وقطعا لأسباب الفتن لحرمته ، فلما كان سببا لذلك سمي به . المحكم : منصل الأل رجب سمي بذلك ; لأنهم كانوا ينزعون الأسنة فيه إعظاما له ولا يغزون ولا يغير بعضهم على بعض ، قال الأعشى :


                                                          تداركه في منصل الأل بعدما     مضى غير دأداء وقد كاد يذهب



                                                          أي تداركه في آخر ساعة من ساعاته . الكسائي : أنصلت السهم بالألف جعلت فيه نصلا ، ولم يذكر الوجه الآخر أن الإنصال بمعنى النزع والإخراج ، قال : وهو صحيح ، ولذلك قيل لرجب منصل الأسنة . وقال ابن الأعرابي : النصل القهوباة بلا زجاج ، والقهوبات السهام الصغار . ونصل فيه السهم : ثبت فلم يخرج ، وقيل : نصل خرج ، وقال شمر : لا أعرف نصل بمعنى ثبت ، قال : ونصل عندي خرج . ونصل الغزل : ما يخرج من المغزل . ويقال للغزل إذا أخرج من المغزل : نصل . ونصل من بين الجبال نصولا : خرج وظهر . ونصل فلان من الجبل إلى موضع كذا وكذا علينا أي خرج . ونصل الطريق من موضع كذا : خرج . وفي الحديث : مرت سحابة فقال : تنصلت هذه تنصر بني كعب . أي أقبلت ، من قولهم نصل علينا إذا خرج من طريق أو ظهر من حجاب ، ويروى : تنصلت أي تقصد للمطر . ونصل الحافر نصولا إذا خرج من موضعه فسقط كما ينصل الخضاب . ونصلت اللحية تنصل نصولا ، ولحية ناصل بغير هاء ، وتنصلت : خرجت من الخضاب وقوله :


                                                          كما اتبعت صهباء صرف مدامة     مشاش المروى ثم لما تنصل



                                                          معناه لم تخرج فيصحو شاربها ، ويروى : ثم لما تزيل . ونصل الشعر ينصل : زال عنه الخضاب . ونصلت اللسعة والحمة تنصل : خرج سمها وزال أثرها ، وقوله :


                                                          ضورية أولعت باشتهارها     ناصلة الحقوين من إزارها



                                                          إنما عنى أن حقويها ينصلان من إزارها ، لتسلطها وتبرجها وقلة تثقفها في ملابسها لأشرها وشرهها . ومعول نصل : نصل عنه نصابه أي خرج ، وهو مما وصف بالمصدر ، قال ذو الرمة :


                                                          شريح كحماض الثماني علت به     على راجف اللحيين كالمعول النصل



                                                          وتنصل فلان من ذنبه أي تبرأ . والتنصل : شبه التبرؤ من جناية أو ذنب . وتنصل إليه من الجناية : خرج وتبرأ . وفي الحديث : من تنصل إليه أخوه فلم يقبل أي انتفى من ذنبه واعتذر إليه . وتنصل الشيء : أخرجه . وتنصله : تخيره . وتنصلوه : أخذوا كل شيء معه . وتنصلت الشيء واستنصلته إذا استخرجته ، ومنه قول أبي زبيد :


                                                          قرم تنصله من حاصن عمر



                                                          والنصل : ما أبرزت البهمى وندرت به من أكمتها ، والجمع أنصل ونصال . والأنصولة : نور نصل البهمى ، وقيل : هو ما يوبسه الحر من البهمى فيشتد على الأكلة ، قال :


                                                          كأنه واضح الأقراب في لقح     أسمى بهن وعزته الأناصيل



                                                          أي عزت عليه . واستنصل الحر السفا : جعله أناصيل ، أنشد ابن الأعرابي :


                                                          إذا استنصل الهيف السفا برحت به     عراقية الأقياظ نجد المراتع



                                                          ويروى المرابع ، عراقية الأقياظ أي تطلب الماء في القيظ ، قال غيره : هي منسوبة إلى العراق الذي هو شاطئ الماء ، وقوله : نجد المراتع أراد جمع نجدي فحذف ياء النسب في الجمع ، كما قالوا زنجي وزنج . ويقال : استنصلت الريح اليبيس إذا اقتلعته من أصله . وبر نصيل : نقي من الغلث . والنصيل : حجر طويل قدر ذراع يدق به . ابن شميل : النصيل حجر طويل رقيق كهيئة الصفيحة المحددة ، وجمعه النصل ، وهو البرطيل ، ويشبه به رأس البعير وخرطومه إذا رجف في سيره ، قال رؤبة يصف فحلا :

                                                          عريض أرآد النصيل سلجمه ليس بلحييه حجام يحجمه [ ص: 276 ] وقال الأصمعي : النصيل ما سفل من عينيه إلى خطمه ، شبه بالحجر الطويل ، وقال أبو خراش في النصيل فجعله الحجر :


                                                          ولا أمغر الساقين بات كأنه     على محزئلات الإكام نصيل



                                                          وفي حديث الخدري : فقام النحام العدوي يومئذ وقد أقام على صلبه نصيلا ، النصيل : حجر طويل مدملك قدر شبر أو ذراع وجمعه نصل . وفي حديث خوات : فأصاب ساقه نصيل حجر . والنصيل : الحنك على التشبيه بذلك . والنصيل : مفصل ما بين العنق والرأس تحت اللحيين ، زاد الليث : من باطن من تحت اللحيين . والنصيل : الخطم . ونصيل الرأس ونصله : أعلاه . والنصل : طول الرأس في الإبل والخيل ولا يكون ذلك للإنسان ، وقال الأصمعي في قوله :


                                                          بناصلات تحسب الفؤوسا



                                                          قال : الواحد نصيل وهو ما تحت العين إلى الخطم فيقول تحسبها فؤوسا . وقال ابن الأعرابي : النصيل حيث تصل الجباه . والمنصل بضم الميم والصاد ، والمنصل : السيف اسم له . قال ابن سيده : لا نعرف في الكلام اسما على مفعل ومفعل إلا هذا ، وقولهم منخل ومنخل . والنصيل : اسم موضع ، قال الأفوه :


                                                          تبكيها الأرامل بالمآلي     بدارات الصفائح والنصيل



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية