الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 640 ] 3473 - إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة

                                                                                            3474 - أحوال أهل الجاهلية يوم القيامة

                                                                                            8439 - أما حديث ثوبان فحدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن سنان القزاز ، ثنا إسحاق بن إدريس ، ثنا أبان بن يزيد ، ثنا يحيى بن أبي كثير ، ثنا أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ، حدثني أبو أسماء الرحبي ، أن ثوبان حدثه ، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، يقول : " إن ربي زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها ، وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة فأعطانيها ، وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها ، وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها ، وقال : يا محمد إني إذا قضيت قضاء لم يرد إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكها بسنة عامة ، ولا أظهر عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم بعامة ، ولو اجتمع من بأقطارها حتى يكون بعضهم هو يهلك بعضا هو يسبي بعضا ، وإني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين ، ولن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة " ، وأنه قال : " كل ما يوجد في مائة سنة ، وسيخرج في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم الأنبياء ، لا نبي بعدي ، ولكن لا تزال في أمتي طائفة يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله " ، قال : وزعم " أنه لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمرها شيئا إلا أخلف الله مكانها مثلها " ، وأنه قال : " ليس دينار ينفقه رجل بأعظم أجرا من دينار ينفقه على عياله ، ثم دينار ينفقه على فرسه في سبيل الله ، ثم دينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله " ، قال : وزعم " أن نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عظم شأن المسألة ، وأنه إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم ، فيسألهم ربهم - عز وجل - : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : ربنا لم ترسل إلينا رسولا ، ولم يأتنا أمر ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك لك ، فيقول لهم ربهم : أرأيتم إن أمرتكم بأمر [ ص: 641 ] أتطيعوني ؟ قال : فيقولون : نعم . قال : فيأخذ مواثيقهم على ذلك ، فيأمرهم أن يعمدوا لجهنم فيدخلونها ، قال : فينطلقون حتى إذا جاءوها رأوا لها تغيظا وزفيرا ، فهابوا فرجعوا إلى ربهم ، فقالوا : ربنا فرقنا منها ، فيقول : ألم تعطوني مواثيقكم لتطيعوني ، اعمدوا لها فادخلوا ، فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا ، فقالوا : ربنا لا نستطيع أن ندخلها ، قال : فيقول : ادخلوها داخرين " قال : فقال نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما " " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وإنما أخرج مسلم حديث معاذ بن هشام ، عن قتادة ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان مختصرا .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية